|
هنيئاً لك هذا الشعب الوفي المخلص بايعك يوم بايعك على المحبة المودة والخلاص.. فبايعتك منه القلوب فلا عجب أن يلقبك بملك القلوب. ثم إنك تلمست حاجياته واقتربت منها أكثر فأكثر بمشاعرك من همومه الإنسانية ومن أسباب عيشه ومعايشه فبسطت له يدك الحانية بالخير والعطاء وبادلته حباً بحب ووفاء بوفاء وإخلاصاً بإخلاص فكان أن لقبك بلقبك الأعم والأشهر (ملك الإنسانية).
فهنيئاً لك يا خادم الحرمين بهذين اللقبين وهما أسمى ما يمكن أن تمنحه الشعوب لحكامها وبخاصة إذا كانت تتسم بالصدق والإجماع.
لقد بدا لكل متابع أن أبناء شعبك الوفي ترجموا هذه المشاعر ترجمة عملية صادقة في كثير من المواقف والمناسبات ولكن يظل للحالة الأخيرة حالة الوعكة الصحية التي ألمت بكم وما صاحبها من رحلة العلاج التي منّ الله عليكم فيها بالشفاء تظل لها ملامحها وسماتها بل مشاعرها وعواطفها الخاصة التي ظهرت كأجمل وأصدق ما تظهر به حباً ووفاءً وإخلاصاً واستعداداً لبذل النفس والنفيس تفتدي به مليكها وقائد مسيرتها ملك القلوب، ملك الإنسانية.
وهنيئاً لشعبك بك، يباهي بك الأمم في وفائك وسماحتك وإنسانيتك وعطفك وحدبك وبَذْلك وتجاوبك مع نبضه في همومه وأعبائه وأسباب معايشه، وفي تطلعاته وطموحاته وسائر أحلامه، وعدته فأوفيت بجميع ما وعدت، وخططت فأنجزت جميع ما خططت، وشهدت سنوات عهدك المبارك الميمون قفزات عملاقة وجبارة ترجمتها في إطلاق عدد من المشاريع الكبرى يأتي في مقدمتها المشاريع ذات الصلة بالتنمية البشرية إيماناً منك بأن الإنسان في هذا الوطن هو الثروة الحقيقية، وهو العمود الفقري في بناء الدولة الحديثة.. ومن هنا اتجهت جهودكم الموفقة لإطلاق المشاريع التنموية التي تستهدف المواطن مباشرة في معايشه وتعليمه وصحته وتشغيله وتوفير أسباب العيش الكريم له بوصفه محور كل تنمية وأساسها، فلا تنمية بدون إنسان مؤهل ومُعد الإعداد المطلوب للقيام بدوره في إحداث التنمية كما ينبغي.
وقد توجت حفظك الله ورعاك هذا التوجه الكريم بإطلاق هذه الحزمة المباركة من الأوامر الملكية التي تجاوز حجم الدعم فيها المائة وثلاثين مليار ريال، خصص النصيب الأوفر والأكبر منها لتوفير أسباب العيش الكريم للمواطن في صورة يستطيع أن يلمس تأثيرها مباشرة في حياته ومعايشه.
إن القراءة المخلصة للأهداف التي تسعى إلى تحقيقها هذه الأوامر الملكية المباركة تقودنا إلى أن نضع بين يديها هدفها الأول والمقدم على كل أهدافها ألا وهو تعضيد وتعزيز قيم المواطنة الحقة من خلال إشعار كل مواطن أن الدولة تتلمس حاجته وتدرك تطلعاته وطموحاته وأنه منها محور الاهتمام وغاية الغايات فإن كانت لهذه البلاد من ثروة حقة فإنها بلا شك إنسان هذا الوطن، وأن كل ما تقوم به الدولة، وكل ما تطلقه من مشاريع وما تنفذه من خطط وبرامج لبناء الدولة الحديثة دولة الاقتصاد المعرفي فإنها إنما تستهدف الارتقاء بالمواطن وبأسباب عيشه من كافة جوانبه الاجتماعية والتعليمية والصحية والثقافية.
حفظ الله المليك ومتعه بموفور الصحة والعافية وأمده بعونه وتوفيقه وشدَّ عضده بولي عهده ونائبه والنائب الثاني والتفاف شعبه المخلص حوله.
(*) وكيل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن