بدأت هذه الفكرة قبل سنوات، ونفذت لاحقاً عند الطالبات، لكن لا أرى فاعلية حقيقية لدورها، لا أجد سعياً للتنسيق بين هذه المجالس الشورية في المدارس ومجلس الشورى كأن يقوم مجموعة من الأعضاء المنتخبين من البنين والبنات بزيارة لمجلس الشورى والمشاركة في طرح آرائهم حول موضوعات الشباب والتعليم والتوظيف وغيرها.
لا يكفي أن ننفذ الأفكار الجديدة، بل لابد أن يكون للقائمين عليها طول النفس والإصرار على دمجها في المشهد العام كي يتدفق الدم الشاب في مفاصل العمل العام، ويصبح للشباب بجنسيهم صوتاً مسموعاً وشراكة حقيقية في صنع القرار.
كما أن لهذه الفكرة الجميلة التي تأسست على الانتخاب حرية أن تستمر وتشمل التعليم العالي فيكون لكل قسم مجلس شوري طلابي، يقوم أيضًا على الانتخاب بحيث يمثل هؤلاء المنتخبون والمنتخبات آراء ومطالب كل المنتسبين للقسم، أظن إنني قرأت عن مثل هذا في جامعة الأميرة نورة، لكن الأفكار الجيدة تحتاج إلى تسليط ضوء إعلامي عليها كي تنتشر وتحتذى وتصبح تقليدًا علميًا أو تنظيميًا، وتكمن جودة التجارب المتميزة في سعي أصحابها إلى نشرها وتعميمها وجعلها متاحة للاستفادة منها.
إنني أهيب بمديري الجامعات السعودية المسارعة إلى تأسيس مجالس شورية أو مجالس طلابية تكون قناة اتصال تنظيمية فاعلة بين إدارة الجامعة وطلابها وطالباتها، كما أنها تدرب الطلاب والطالبات على العمل العام والسعي لخدمة الآخرين وتؤسس لاحترام آراء الآخرين عبر ثقافة الانتخاب التي تعد هؤلاء الطلاب والطالبات لخدمة أوطانهم عبر العمل الجماعي المؤسسي المنظم، كما أن التنسيق بين مجالس الطلاب الشورية في الجامعات ومجلس الشورى يعطي مجالاً أوسع لمشاركة الشباب والاستماع لآرائهم ومطالبهم.