|
كتب - عيسى الحكمي
قهر النصر ظروفه أمام مضيفه الأوزبكي باختكور وخرج متعادلاً (2-2) في مستهل مشواره الآسيوي لحساب المجموعة الثانية، وكاد العالمي يحتفل بالنقاط الثلاث لولا تدخل القائم أمام كرة محمد السهلاوي في الدقيقة 86.
لحق النصر بالتعادل في الدقيقة 88 عن طريق مدافع باختكور ميلادينفتش الذي أكمل كرة محمد السهلاوي في شباك فريقه، وكان باختكور قد افتتح باب التسجيل في الدقيقة الرابعة من الوقت الضائع للشوط الأول عن طريق كريموف، وبينما لحق بدر المطوع بالتعادل للنصر (49) عزز شارفتيتنوف تقدم باختكور مرة ثانية في الدقيقة 60 مستغلاً خطأ دفاعياً فادحاً لا يختلف عن خطأ الهدف الأول، ومع تغييرات مدرب النصر الهجومية والضغط القوي الذي مارسه رجال العالمي لحق الفريق بالتعادل في الوقت المناسب.
الشوط الأول
دخل النصر بنفس التشكيلة التي خاض بها آخر مبارياته في الدوري أمام الفيصلي باستثناء حسين عبدالغني الذي حل بدلاً عنه عبد الكريم الخيبري.
ومن بداية الشوط الأول فرض أصحاب الأرض هجوماً ضاغطاً على مرمى عبدالله العنزي بحثا عن هدف مبكر كهدف إستراتيجي لعب له المدرب حيدروف بينما حاول النصر امتصاص حماسة الفريق الأوزبكي بتهدئة اللعب والاعتماد على الهجمات المرتدة لكنه فشل في تحقيق تلك الإستراتيجية لانعدام الربط بين خطوطه وبخاصة الوسط والدفاع مما كلف قلبي الدفاع عمر هوساوي وماكين بطاقتين صفراوين في أول نصف ساعة.
أصحاب الأرض كشفوا عن نواياهم الهجومية من الدقيقة 3 عندما أطلق كريموف كرة قوية باتجاه المرمى تصدى لها الغنزي، وظل نفس اللاعب يصنع جبهة هجومية ضاغطة على الخيبري طوال الشوط الأول.
دفاع النصر بشكل عام ظهر عليه الارتباك وكاد المرمى الأصفر يتعرض لخطورة جديدة في الدقيقة 9 عندما لعب العنزي بالنار أمام مهاجم باختكور.
الوصول الأول والحقيقي للنصر كان في الدقيقة 10 عندما أرسل القحطاني كرة عرضية لرأس فيغاروا لكنها اعتلت مرمى الحارس تيمور الذي لم يختبر خلال مجريات الجزء الأول من اللقاء.
ولم يكن الحكم الياباني تيمورا متساهلاً مع الألعاب الخشنة فقد أبرز بطاقة صفراء ثالثة بحق شييموف بعد مخاشنة الأخير لفيغاروا (11).
الفريق الأوزبكي استغل المساحة بين محوري النصر «غالب وعباس» من جهة وبين قلبي الدفاع فغير طريقته من الأطراف على العمق مما مكَّن المقدوني داركو من تشكيل خطورة جديدة في الدقيقة 15، وكانت اللقطة الأسخن الأولى لأصحاب في الدقيقة 31 عندما أطلق ميلافتش يسارية قوية أنقذها ببراعة العنزي إلى ضربة ركنية لم تغب عنها الخطورة، وكرر كريموف «اللاعب الأنشط» خطورته في الدقيقة 37 بتسديدة مرت بجانب القائم الأيمن للعنزي.
شدد الفريق الأوزبكي من ضغطه في الدقائق الأخيرة فكسب سافيتش حوار «القوة» مع عمر هوساوي بيد أنه سدد عالياً (40)، وتألق الدوخي والعنزي في صد الخطورة التي شكلها الظهير الأيسر سينات مرتين في الدقيقة 45. وبينما الشوط يتجه للتعادل وبعد تمديد الوقت الضائع دقيقتين بسبب الحارس النصراوي عبد الله العنزي الذي عطَّل اللعب دون داع استغل كريموف في الدقيقة الرابعة من الوقت الضائع هفوة مشتركة من دفاع وحارس النصر ليرسل الكرة خلف الأخير مسجلاً الهدف الأول والوحيد في الشوط الأول لمصلحة باختكور.
إجمالاً كان الشوط الأول فنيا لمصلحة باختكور بينما غاب النصر وغابت أهم ركائزه كالقحطاني والمطوع وسعود حمود، وظهر دفاعه بنقاط ضعف واضحة خصوصاً بين الهوساوي والخيبري كما انعدم الربط بين الخطوط الثلاثة وبالتالي لم يستخدم الفريق ورقة المهارة للتغلب على جوانب الضعف في الفرق الأوزبكية.
الشوط الثاني
اختلفت الصورة مع بداية الشوط الثاني فقد دخل النصر برغبة للتقدم نحو ملعب باختكور، واستطاع قطف ثمار ذلك مبكرا بالعودة للمباراة عن طريق الكويتي بدر المطوع الذي أكمل جمالية المراوغة من فيغاروا لشباك الحارس تيمور في الدقيقة 49.
مع التحسن النصراوي إلا أن الدفاعات الصفراء لم تكن في يومها فكاد خطأ دفاعي فادح بين الهوساوي والحارس العنزي يعيد النتيجة لمصلحة أصحاب الأرض لكن تعثر سافيتش أنقذ الموقف (53)، ودخلت المباراة مرحلة الشد فأنذر الحكم كلا من داييف والدوخي (54 و58)، ومن خطأ دفاعي جديد استقبل مرمى النصر الهدف الثاني من رأس شارفتيتنوف في الدقيقة 60.
مدرب النصر دراجان أحدث التغيير الأول بدخول الحارثي بدلا من القحطاني (62) ليلعب الفريق بمهاجمين «سعود حمود وسعد» وينتقل فيكتور للجهة اليسرى وبقي المطوع مكملا للمثلث الهجومي، وكادت تلك التحويرات تأتي بالتعادل في الدقيقة 65 عندما وضع فيغاروا سعود حمود في مواجهة الحارس الأوزبكي بيد أن الأخير سدد فوق العارضة. مدرب باختكور تدخل من جانبه في الدقيقة 73 بدخول عديدوف بدلا من سنات لتعزيز المناطق الدفاعية بعد شعوره بزيادة الهجمات النصراوية، ودفع دراجان بالسهلاوي بدلا من سعود حمود (76) وللمرة السادسة أبرز الحكم البطاقة الصفراء بحق سييلووف.
فرص التعادل للنصر مع تطور الأداء في الدقائق العشر الأخيرة تزايدت وكان أبرزها فرصة السهلاوي التي أنقذها القائم نيابة عن الحارس بعد لمحة رائعة للحارثي (81) وألغى الحكم بداعي التسلل هدفا لفيغاروا (83).
وسجلت المباراة بطاقة صفراء سابعة بحق البديل عبدالخلقوف (86) في الوقت الذي واصل النصر حملاته الهجومية الضاغطة نحو التعادل حتى شق السهلاوي طريقه في الدقيقة 88 وأرسل عرضية للمطوع حولها المدافع ميلادينفيتش لمرمى فريقه متوجاً تفوق النصر في الشوط الثاني بالعودة للمرة الثانية للمباراة.
وبحث دراجان بقوة عن إضافة هدف ثالث في الوقت الضائع بدخول ريان بلال مهاجما تقليديا ثالثا على حساب المطوع لكن الوقت الضائع الذي شهد بطاقة صفراء ثامنة بحق أحمد عباس لم يمكن العالمي من معانقة التفوق بعد أن بسط نفوذه الهجومي على النصف الثاني من الشوط الثاني ليكتفي بتعادل مقبول في ظل الظروف الصعبة التي واجهته قبل المباراة وحرمته خدمات أكثر من لاعب مهم.