أمطرت سحائب السخاء والكرم بقدوم وجه الخير أبي متعب - يحفظه الله - بعد أن من الله عليه بالشفاء. مراسيم ملكية وقرارات وأوامر كانت ثمارها ضخ المليارات لمعالجة مشكلات وأوضاع عانت منها شرائح مختلفة من المجتمع فعجلت بوضع الحلول السريعة موضع التنفيذ. مراسيم حولت الآمال والطموحات إلى حقائق على أرض الواقع وحقنت شرايين الوطن بدم الحياة وأعادت البسمة إلى الشفاه المحرومة.
أرسل لي أحد موظفي بند الأجور رسالة بعد صدور مراسيم يوم الأربعاء على إيميلي الشخصي يسألني: وماذا عنا يا دكتور عبد الرحمن؟ وماذا تتوقع بالنسبة لموضوع تثبيتنا؟ أجبته بلا تردد أبشر بالخير فأنت مواطن وكل المواطنين في دائرة اهتمام ملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز وبالذات المحتاجون منهم. لم يمر يومان على هذا الكلام إلا وصدر التوجيه الملكي الكريم بتثبيت جميع موظفي البنود سواء من يتقاضون رواتبهم من ميزانية الدولة أو من يعملون في الأجهزة الحكومية ويتقاضون رواتبهم من خارج الميزانية العامة للدولة. التثبيت أو الترسيم كان الهدف الذي يسعى له أكثر من مئة وخمسين ألف موظف وموظفة معينين على ما يقارب مئة وتسعين بنداً وها هو الهدف قد تحقق وفيه دلالة رائعة على اهتمام القيادة بالمواطنين دون تمييز.
الأمر الملكي الكريم جاء كالبلسم الشافي لجراح هؤلاء الموظفين والموظفات الذين انتظروا طويلاً تحقيق هذا الحلم وعاشوا لحظات المعاناة مع ضعف الحوافز وقلة الرواتب. ميزة الأمر الملكي السامي شموليته فلم يستثن أي فئة من فئات البنود وأولها بند الأجور وبقية البنود مثل بند الأجر اليومي وبند محو الأمية وبند 105 وبنود تشغيل العمرة وحمى الوادي المتصدع وبند رفع الكفاءة بأمانة مدينة الرياض. وامتدت عطايا الخير لتصل لمن تصرف مرتباتهم من خارج الميزانية العامة للدولة مثل موظفي الصناديق ودعم الفروع الإيوائية والغلال والأوقاف والمتعاقد معهم في كليات خدمة المجتمع والتعليم المستمر.
سيشمل الأمر الكريم أكثر من مائة وستين ألفا وهو رقم كبير يدل على اهتمام القيادة بأبنائها وأنها لم تجد في ضخامة الرقم أي عائق لتثبيتهم وضمان الاستقرار لهم ولعائلاتهم وطرد كوابيس القلق والترقب والخوف التي كانت تحاصرهم إلى غير رجعة ليتفرغوا للعطاء والإنتاج وتطوير ذواتهم ورد الجميل لقيادتهم ووطنهم الذي لم يبخل عليهم وحقق لهم حلماً راودهم طيلة السنوات الماضية.
عشت مع موظفي البنود طيلة الأشهر الماضية بطرح قضيتهم والتعاطف مع مطالبهم بالتثبيت وبث معاناتهم وعبر جريدة الجزيرة كان لنا سبق تبني هذه القضية التي تهم الآلاف من أبناء وبنات الوطن وليس أقل من أن نشاطرهم فرحهم ونشكر القيادة الإنسانية على سخائها وعطائها وحكمتها وسرعة معالجتها لقضية أحسبها من أكبر القضايا التوظيفية وأتمنى أن يغلق هذا الملف إلى الأبد وأن يكون التعامل مستقبلاً مع قضية التوظيف بطريقة أكثر تنظيماً تبتعد عن العشوائية وتعتمد على التوظيف الرسمي وإيقاف العمل بالتوظيف المؤقت الذي ثبت بأنه لا يحل المشكلة بقدر ما يسهم في خلق مشكلات جديدة!
موظفو البنود بانتظار التنفيذ السريع للأمر الملكي ومعاملتهم مثل زملائهم الذين تم تثبيتهم عام 1426 بمنحهم المراتب التي يستحقونها والحقوق التي تعوضهم صبر السنين. ترجمة الأمر الملكي الكريم كما صدر دون اجتهادات سيضمن حصول كل موظف على كامل حقوقه.
