تعانقت أفراح فبراير للكويت الحبيبة مع أفراح المملكة في الفترة ذاتها حيث عودة مليكها عبد الله بن عبد العزيز وقد احتفت السفارة الكويتية في حفل بهيج بهذه المناسبة حيث كنت إحدى الحاضرات في الحفل الفلكلوري الذي أقامته الشيخة عبير سالم العلي الصباح زوجة سفير دولة الكويت، لأستعيد طفولتي التي كان مسرحها أرضاً أدين لها بالحب وذاكرة مليئة بطفولة عذبة وإنجازات ما زلت أفتخر بها حتى اللحظة.
لا أدري إن كانت الذاكرة تجمل الطفولة أم الطفولة تجمل الذاكرة.. لا أعي سوى تلك الطفلة التي تركتها يوماً قرب شواطئ الكويت تلهو برمله وتسابق ظلها، ترسم وجه فرحها على مرايا الماء وتصطاد الدانات وتراقب الأشرعة تمخر عباب الخليج لتكون بعد ذلك جزءاً من ثقافتي ومسمى لهذا العمود الأسبوعي الذي أطل عليكم من خلاله وكذلك برنامجي الثقافي الأول في التلفزيون السعودي.
كانت ليلة ساحرة أعادتنا بأهازيجها إلى نشيد البحر والنوخذة عند إطلاق بومه عنان السفر والرحلة إلى المجهول «يا بحر هيلا هيلا» وهو يشحذ همة البحارة ويستجدي البحر اللطف والرحمة.
كم امتلأت عيناي بالخليج وقد كنت أجالسه لساعات أمتلئ به وحواسي وأسأله عن العابرين للضفة الأخرى وهل عادوا أم ابتلعهم الموج ورحلت بهم الحوريات.
عدنا مع أنغام السامري تلك الليلة إلى ذكريات كانت الأشهى، ومع رنين صوت الشاعرة أسماء وهي تشدو للكويت وللمملكة قصائد فرح ومحبة في حفل كانت جهود سيدته واضحة باقتدار على أدق تفاصيله.
ما أجمل الماضي حين ينهض كمارد من قمقم الذاكرة، يتعملق ويعيد معه ما طوته الأيام، ما أجمله حين يكون الفلكلور طاقة لاستعادته وحين يحضر بإرث لم نفقده بل بقي ناقوساً يقرع كلما أخذنا الحنين إلى واحاته.
للقصيبي:
أتيت أرقب ميعادي مع القمر
يا ساحر الموج والشطآن والجزر
أتيت أمرح فوق الرمل أنبشه
عن ذكرياتي القدامى عن هوى صغري
أمر بالشاطئ الغافي فأوقظه
بقبلة وأناديه إلى السمر
أقول: شاعرك الولهان تذكره؟
أتاك يحلم بالأصداف والدرر
من بعد أن ذرع الدنيا فما
فتحت له الشواطئ إلا مرفأ الضجر
ولحت يا أزرق العينين فانطلقت
أشواقه بجنون البيد في المطر