زار أحد الدعاة دولة أفريقية، وكان ضمن برنامج الزيارة تفقد مدرسة إسلامية كبيرة على مستوى البلد يدرس فيها ما يزيد على ألف وخمسمائة طالب وطالبة، رغم أن المدرسة تقتصر على المرحلة الابتدائية والمتوسطة فقط، ووجد هذا الداعية ملحوظة عجيبة، وهي أن الطلاب في المدرسة يتلقون مناهج أربع دول عربية وإسلامية، ومن بينها المملكة، فتساءل عن هذا الأمر! فأجابه القائمون على المدرسة بأن الكتب المتوافرة لديهم في المدرسة، وهي نسخة واحدة لدى مدرس المادة، هي التي تقرر ما يطبق من منهج، ولا يعتد بالترتيب الموضوعي في الصفوف الدراسية.. فمثلاً يدرس الطالب كتباً ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم، وفي مادة أخرى يدرس كتباً ضمن مناهج الأزهر، ثم يكون في العام المقبل العكس.
وفي بلد آخر، يذكر الداعية أنه رأى مدرسة تقوم بتدريس المنهج الخاص بوزارة التربية والتعليم من الصف الأول إلى الصف الأخير في المرحلة الثانوية، ووجد مماثلاً لذلك مدارس أخرى تدرس مناهج لبعض الدول الشقيقة من الصفوف الأولى وحتى المرحلة الأخيرة.
وكلنا نعلم حال العديد من الدول الإسلامية، وأنها تعاني من الفقر، وكذلك حال الجاليات الإسلامية في بعض البلدان، فهي الأخرى تعاني من الضعف والفقر، ولذا فإنها تستقبل مع الشكر والتقدير كل ما يرد إليها من كتب دراسية، حتى وإن كانت مستعملة، والفرق بين حال المدرسة الأولى والمدرسة الثانية، أن المدرسة الأولى وصلتهم بعض الكتب من أكثر من جهة بشكل غير منتظم فلم يترددوا في تدرسيها، بينما توفر للمدرسة الأخرى من يبعث إليهم بكتب الطلاب والمدرسين من جهة واحدة وبصفة مستمرة، ولكن أتدرون من أين؟ إنه من رجيع الكتب السنوية التي توزع على الطلاب، فقد اتفق بعض الأشخاص مع مديري المدارس بأن يشجعوا طلابهم على رد الكتب المستعملة بعد نهاية الاختبارات، ثم تجمع هذه الكتب من عدة مدارس، وترسل في حاويات إلى بعض البلدان الأفريقية، الذين ينتظرونها على أحر من الجمر.
والآن بعد هذه المقدمة الطويلة، أسوق هذا النداء لسمو وزير التربية والتعليم بهذا المقترح، وأتمنى أن يتم العمل به لعدة أمور مهمة، أولها: أن في رمي الكتب أيام الاختبارات داخل المدرسة أو في الشوارع المحيطة بها امتهان لاسم الله الذي لا يخلو منه أي كتاب من كتبنا المدرسية أولاً، ثم إن فيها هدراً لمئات الملايين سنوياً، بينما يمكن الاحتفاظ بهذه الكتب مهما كان حالها، وبعثها إلى دول إسلامية فقيرة ترحب بهذه الكتب، وتنتظرها، وتقدمها على غيرها.
وحتى لا تكلف الوزارة نفسها، فما عليها سوى حفظ الكتب في المدرسة، وتقوم إحدى المؤسسات الخيرية بجمع الكتب من المدارس، وإرسالها بطريقتها إلى الدول الإسلامية، وإذا ما أرادت الوزارة تنفيذ هذه الفكرة فلن تعدم الإجابة الصائبة عند الاستئناس بمرئيات الجهات ذات العلاقة ممن لها طبيعة العمل في الخارج.. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
alomari 1420 @ yahoo. com