بصراحة يخطئ من اعتقد أن فريق كرة القدم في نادي النصر قد استطاع أن يقدّم نفسه أو يقنع محبيه رغم تعادله المستحق مع بختاكور الأوزبكي على أرضه وبين جماهيره. نعم لقد اجتهد اللاعبون وأجهزتهم الفنية والإدارية بأعلى إمكانيات يمتلكونها ولو أن الأخطاء التي وقع فيها المدرب تنم عن جهله في التعامل مع المباريات الكبيرة والقارية وخصوصاً في إشراكه للاعب عبد الرحمن القحطاني وهو غير مهيأ نفسياً، والمؤسف أن إدارة النادي ومنسوبيها ما زالوا يكابرون ويحاولون استغفال جماهيرهم وإقناعهم بإمكانيات بعض اللاعبين وبخاصة الأجانب منهم ولقد سبق أن طالبت قبل إقفال فترة التسجيل الأخيرة بإمكانية البحث عن لاعبين مميزين خاصة في خط الظهر وتحديداً الأظهرة والتي أصبحت أحد مفاتيح الفوز لأي فريق يقابل النصر وأمام هذه البداية المشجعة والتي أنصف فيها الوقت نادي النصر يجب أن تعيد الإدارة حساباتها حول إحضار لاعبين مميزين في خط الدفاع إذا ما أرادت أن تعيد الزمن الجميل للفريق، أما حراسة المرمى فأعتقد أنها أصبحت عقدة أزلية ومستعصية على مستوى الكرة السعودية ولم يعد هناك حارس يمكن لأي ناد في الأندية السعودية التنافس على إحضاره أو التباهي به.
ظاهرة رحيل المدربين
قد يكون السؤال الذي لا يجد أحداً له إجابة هو من يقف وراء رحيل أو (هروب) المدربين من الفرق السعودية ولقد تعودنا دائماً أن إدارة النادي هي من يلغي عقد المدرب لأي سبب من الأسباب وعادةً ما يكون لسوء النتائج ولكن ما ظهر حالياً أو مؤخراً هو تقديم بعض المدربين لأعذار وهمية ومن ثم يتضح العكس كما حصل مؤخراً من مدرب نادي الأهلي ملدوفان وقبله فارياس وإذا ما اعتقدنا أن البحث عن زيادة الدخل وتحصيل المبالغ الضخمة من اتحادات أندية غنية فماذا نفسر مغادرة المدرب جريتس مدرب الهلال السابق وهو الذي رحل للمغرب الشقيق والذي لا يمكن أن يملك القدرات المالية مثل ما نملك سواء على مستوى الأندية أو الاتحادات. فهناك سؤال محيّر جداً ورغم قناعتي أن كل مدرب يبحث عن سمعته والمحافظة على تاريخه وسجله إذا كان لديه سجل مشرّف إلا أن البعض أصبح لا يهمه إلا زيادة الغلة من المال والدليل على ذلك كيف يدفع مدرب الأهلي مبلغ 532 ألف يورو ما يقارب ثلاثة ملايين ريال كشرط جزائي فهذا يؤكّد أن ما دفع له أكثر مما نتصور وإذا كان المدرب دائماً يبتزنا ويلوح بالعقد وإمكانية حماية حقوقه بواسطة العقود والمواثيق، فالسؤال: من يحمي حقوق النادي وبخاصة المعنوية قبل المادية والأضرار المترتبة على ما يحدث مالياً؟
التغيير الأهم في نظري
لن أخفي سعادتي بتوجيه سمو الرئيس العام لرعاية الشباب بإسناد إعادة هيكلة الرئاسة لمعهد الإدارة العامة من باب التخصص، وقد تكون هي أهم خطوة إذا ما تمت واعتمدت، حسب ما تنص عليه التوجيهات بدون إضافات أو تدخلات وهي الخطوة الأولى لسياسة التغيير والعودة للعمل المنظم وهجر العمل العشوائي. ولكن هناك أشياء عدة تحتاج إلى تغيير أو إلغائها نهائياً وذلك للمصلحة العامة. وأضرب مثلاً على بعض اللجان التي أصبحت عبئاً على الرعاية وعملها وبخاصة لجنة المسابقات التي أشبعت طرحاً ونقداً ولكن لا أمل في تحسن أداء عملها.
فما زالت هذه اللجنة تسير عكس التيار وعكس التطور المنشود ولن أقوم بسرد أخطائها أو عملها السلبي ولكن انظر إلى تكرار أخطائها وآخرها لعب النصر والشباب والهلال والوحدة في يوم واحد في مدينة واحدة وها هي تتكرر، حيث يلعب يوم الأحد القادم في الرياض كل من النصر والقادسية على إستاد الملك فهد وفي نفس الوقت يلعب الشباب مع الفتح على إستاد الأمير فيصل بن فهد وإذا ما أدركنا أن كلاً من الفريقين اللذين يلعبان المباراتين على أرضهما يملكان نفس الراعي وهو (stc) فمن المتضرر أليست الشركة الراعية وهذا يعتبر أحد معوقات استثمار الشركات في الأندية الرياضية، فهل نجد خلاصاً من هذه اللجنة التي لم تعد لديها ما تقدمه للرياضة السعودية.
نقاط للتأمل
- إذا كان الحظ والحكم وقف أمام عودة النصر فائزاً أمام بختاكور فمن يوقف تهور الدوخي وإحراجه لفريقه واعتراضاته المتكررة على قرارات الحكام بدون مبرر!
- كشفت مباراة بختاكور الثلاثاء الماضي إمكانيات وقدرات المدافع ماكين الضعيفة والمتواضعة والتي لا تتناسب أن يكون في فريق مثل النصر يعاني كثيراً في خط الظهر.
- أنزل الحارثي وألحقه بالسهلاوي فتغيّرت النتيجة واكتشف المدرب أنه على خطأ إذا كان هو من يقرر من يلعب ومن يكون خارج التشكيلة وهذه مشكلة المدرب ضعيف الشخصية الذي دائماً ما يبحث عن الإداريين.
- فاز الاتحاد وتعادل النصر والشباب خارج أرضهما وانهزم الهلال فهل نقول إنها بداية مشجعة أو العكس؟
- أتمنى من المسؤول الأول عن الرياضة إيجاد حل لمشكلة قلة الحراس المميزين أو فتح باب التعاقد مع حراس للمرمى!
- فرق شاسع بين خيبري النصر وخيبري الشباب، وأعتقد أن الخبرة دائماً ما تقول كلمتها في إنهاء الصفقات.
- مع إعجابي الشديد باللاعب أحمد الفريدي كأفضل لاعب في خط الوسط حالياً إلا أن البرود الزائد وعدم التعامل مع بعض الألعاب بجدية تجعل كل مدرب يستبعده من حساباته والاعتماد عليه.
- أخيراً هذه الحكمة: كثرة حسادك شهادة لك على نجاحك.
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي ودائماً على الخير نلتقي.