الجماهير هي العنصر رقم واحد في كل مباراة لكرة القدم ومباراة بلا جماهير أشبه بتمرين ومناورة رياضية.. حتى اللاعب وهو في عصر الاحتراف يبحث عن النادي الجماهيري من ضغوط نفسية وإعلامية على لاعبيها وخاصة في الإخفاقات وضياع البطولات أكتب هذا وأنا أشاهد مباراة كرة القدم في دروي زين السعودي بين الحزم والشباب على ملعب الأمير فيصل بن فهد وكانت إحصائية الحضور من الجمهور لا يتجاوز 123 مشاهدا وكأن هذا العدد يوحي أن هناك حظرا على حضور المبارة من قبل جمهور أحد الفريقين... فهو رقم متواضع جداً قياساً على وجود هذه المباراة في العاصمة السعودية (الرياض).. وأقطابها من فرق دوري المحترفين... لذا علينا طرح سؤال عريض من يصنع الجماهير؟ هل هو الإعلام بشقيه الإيجابي أو السلبي؟ أم رؤوساء الأندية؟ أو ألوان وشعارات الفرق وتأثيرها النفسي؟ أو هي البطولات ومفعولها السحري؟ وفي الحقيقة كل ما سبق قد يكون له دور مباشر أو غير مباشر في صناعة الجماهير... إلى جانب العنصر إلهام وهو التاريخ القديم للنادي وبصماته السابقة وحصده للكؤوس والدروع في المراحل الأولى من تأسيسه ولكن كيف تحاول الأندية التي لديها (عجز جماهيري) في زيادة رصيدها من هذا الرقم (الهام) هل يكون بشراء تذاكر مجانية لجمهورها؟ أو بتبني صحيفة أو قناة إعلامية ورياضية للنادي؟ لا سيما في الأندية الكبرى مثل نادي الشباب والذي لابد أن يعالج هذا الوضع عن طريقين وهما حصد البطولات المحلية والإقليمية القارية بصفة شبه مستمرة وجلب لاعبين دوليين ومحليين متميزين لأن الجيل الجديد قد يكون وجهة جديدة لجماهير قادمة وربما يصبح له نصيب من الكعكة الجماهيرية الهلالية والنصراوية، والملاحظ أن اللاعبين في جميع الأندية من خلال تحيتهم لمنصات جماهيرهم ولا سيما في النتائج الإيجابية يشعرون بإحساس جميل أن هناك من يقف شاكراً لإبداعهم الرياضي من خلال كلمة وثناء وتحية وأهازيج تهز المدرجات وتصبح وقوداً ودافعاً للاعبين إلى تقديم الأفضل داخل الميدان.

عندما يغضب الجمهور

من المعلوم أن الجمهور لا سيما في ظل النتائج السلبية قد يكون غاضباً ويخرج على الروح الرياضية ويصبح عامل نقد وضغط على اللاعبين في المباراة القادمة، وقد يتسبب فيما يعرف بالشغب الجماهيري لذا في الوقت الذي أدعو إلى صناعة الجماهير أدعو إلى قيادة الجماهير داخل المدرجات وأن تكون مثالية وتعبر عن مشاعرها بصورة حضارية وأن تتفهم ثقافة الفوز والخسارة وهذا دور إدارة النادي وعلاقتها برابطة المشجعين والتي يجب أن تكون صاحبة وعي كبير لكل ما يحدث من خلال جماهيرها وتحافظ على الجو الرياضي الجميل داخل الميدان وأن تمتص غضب جماهيرها حتى لا يصل للحكام أو اللاعبين أو حتى الإداريين سواء من منسوبي الفريق الخصم أو ناديها داخل الملعب أو خارجه وأن تسود الروح الرياضية بين الجميع وأقترح أن يكون جائزة أو أكثر في كل مباراة للمشجع المثالي وذلك عن طريق اختيار عشوائي من خلال عدسة الكاميرا الخاصة بمتابعة الجمهور، وكذلك جائزة للجمهور المثالي تكون من نصيب رابطة المشجعين.. تمنح في الدور الأول والثاني إلى جانب نشر المطويات التي تساهم في توعية الجمهور بالتحلي بالروح الرياضية لا سيما بالمباريات الجماهيرية كما أنادي بالتوعية عن مضار التدخين داخل الملاعب الرياضية ويفضل منعها أو فصل المدخنين في مدرجات خاصة حتى لا تحدث لدينا ظاهرة التدخين السلبي وهو تأثر الجمهور بأضرار التدخين حتى لو لم يمارسوا هذه العادة المرضية الضارة بالصحة وحتى تكون بيئة ملاعبنا نقية سليمة من الملوثات القاتلة وأن يشمل هذا المنصات ومكان تواجد إداريي الفريق ودمتم سالمين.

رشيد بن عبدالرحمن الرشيد