رغم كل محاولات البقاء والتشبث بالسلطة التي لم يشبع منها رغم جلوسه على كرسيها 42 عاماً إلا أن الوقائع والقراءة التحليلية والمقاربة لما حصل لمن سبق العقيد معمر القذافي من طغاة وحكام تنير للمحللين دروباً، وتوضح لهم المصير الذي سيؤول إليه العقيد القذافي. ويرى كثير من المحللين أن مصير (العقيد) لن يختلف كثيراً عن المصير الذي آل إليه المهيب صدام حسين سوى بفارق بسيط هو أن صدام حسين كسب تعاطفاً لا بأس به؛ لأنه قُضي عليه بمساعدة القوات الأمريكية، وأنه تقدَّم للإعدام بثبات وهو يلفظ الشهادة.
ذلك للتاريخ، وإن لم يخفف من تاريخ صدام الدموي. أما مصير القذافي فالأغلب أن النهاية ستكون على أيدي الليبيين؛ فالثورة نتاج شعبي، ولم تأتِ من خارج الحدود، وإن كان هناك احتمال واحد خارجي بأن يُقتل القذافي بقصف جوي يستهدف جُحْره في ثكنة العزيزية.. قصف يسعى هذه المرة إلى التخلص منه وليس مداعبته كما حصل سابقاً.
أما احتمال نهايته على أيدي الثوار فبأن يتواصل زحف الثوار الليبيين فيسطرون على طرابلس، ثم يدخلون ثكنة العزيزية؛ ليُخرجوا القذافي من جُحْره، وهذه المرة لن يكون القذافي مختبئاً في حفرة؛ فهذا السيناريو صُمِّم لصدام حسين لهدم شعبيته والنيل من هيبته، ولا حاجة لتكراره مع العقيد؛ لأن القذافي انتهى فلا شعبية ولا هيبة له، حتى أنه أصبح سخرية، وتؤلَّف الأغاني للتندر على مفردات خُطَبه!
وإذا لم تواتِ الشجاعة القذافي ويقدم على الانتحار بإطلاق الرصاص على نفسه، أو يأمر إحدى الحارسات الفاتنات بمهمة إطلاق رصاصة الرحمة عليه، فإنه سيُقبض عليه ويُقدَّم للمحاكم الليبية حيث تنتظره آلاف القضايا الجنائية.
إذا ما تم هذا السيناريو ووقف القذافي أمام محكمة ليبية، وأُتيح له أن يتكلم، فسوف تشهد فصلاً جديداً من الكوميديا متداخلة بدراما مأساوية تُذكِّرنا كيف كان هذا العقيد يقوم بدور المهرِّج والمستمعون كبار القوم لا يتوانون عن التصفيق له!