الكثير من المنتديات والملتقيات التي تناولت وضع المرأة لدينا لا سيما من ناحية مشاركتها في التنمية، كانت تركز في الغالب على الحلقة الأضعف، في دائرة المشاركة النسائية بالتنمية، مما خلق صورة ذهنية ضبابية وربما أوحت بأن المرأة تعاني لدينا من الضوابط الدينية أو العادات الاجتماعية، وبالتالي فهي عاجزة عن المشاركة الفاعلة في التنمية، بينما الواقع يؤكد عكس ذلك، وإن المرأة نجحت في كثير من المجالات، وهذا بالطبع لا ينفي مكامن الضعف في مجالات أخرى، لكنه أيضا ليس مبررا لتجاهل بصمتها على مر العقود الماضية، وهي بذلك ليست ببعيدة في هذه الحالات من المرأة في العالم كله.
*من خلال اطلاعي على محاور «ملتقى المرأة السعودية والتنمية.. إنجاز وطموح» الذي ينطلق السبت القادم بالرياض، برعاية الأميرة نورة بنت أحمد بن عبد العزيز وبإشراف مؤسسة آسية للاستشارات التربوية والتعليمية وغرفة الرياض وغيرها من الجهات إنما يحمل بصمة مختلفة، وأهداف واضحة ترتكز - من وجهة نظري - على أن لا موانع يمكن أن تقف في وجه المرأة متى ما كانت في إطار الضوابط الشرعية، وأن البيئة النسائية ليست معاقة كما يصورها البعض من خارج حدودنا الجغرافية والفكرية.
*الملتقى الذي تشرف عليه الدكتورة الفاضلة أسماء الرويشد يقدم برامج وفعاليات وورش عمل متنوعة، تستهدف تطوير قدرات المرأة وريادتها في تعزيز التنمية الشاملة، ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة في العالم من خلال رفع قدرة المرأة وإكسابها المهارات والمعارف الاقتصادية بصفتها ريادية ومنتجة، وخصوصاً في ضوء التغيرات الجديدة في التجارة العالمية، وثورة التكنولوجيا الحديثة، مما سهل التعامل والتواصل مع الشركات الكبيرة والصغيرة، إضافة إلى التميز والإبداع في إدارة وتطوير المشاريع.
*إن مثل هذه الملتقيات التي تقدم ورش عمل فاعلة تجمع ما بين التجربة الواقعية والنظريات العلمية، يمكن أن يكون لها دور فاعل في توجيه الاستثمارات النسائية، وفتح مزيد من الفرص المتنوعة سواء على صعيد الفكرة أو رأسمال المشروع، وبيئة الأعمال لدينا ينقصها كثير مثل هذه الفعاليات، وإن كانت هناك جهود للغرف التجارية، إلا أن تكثيف من هذه الملتقيات وتنويع مضامينها وتحديد الأطر العامة لها، وانتقاء محاورها من رحم بيئة الأعمال سيمكن من بلورة كثير من الرؤى والمقترحات التي تسهم في مزيد من الحراك المحمود في بيئة الأعمال النسائية والذي بدوره سيفتح مجالات أوسع من فرص العمل للمرأة في بيئات نقية ومناسبة، تؤمن للمحتاجات للعمل لقمة عيش شريفة.