حمداً لله على سلامتك سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وطهور إن شاء الله وأدام الباري عز وجل عليك الصحة والعافية.
يا سيدي أنت لست بحاجة إلى شهادتي، لكن الواقع يفرض على المنصف أن يسجل للتاريخ ما أنت أهل له، أزمتك الصحية كانت ثقيلة على شعبك ومحبيك ثقل تلك المسؤولية التي حملتها أنت على عاتقك تجاه وطنك وأمتك، ومع تلك الأيام المضنية وما مررت به من مراحل علاجية كانت الأمة (وهي ترفع أكفها بالدعاء والشفاء لك وعودتك إلى أرض الوطن) كانت تنظر إليك وإلى حكمتك وحنكتك، ورغم الألم الذي أنت فيه -كإنسان- إلا أنها تعلم أن الألم الأكبر الذي يهمك ويفوق ألم مصابك الجسدي كانت الأمة، فقد كانت بضميرك حاضرة، وكانت الأحداث في عالمك العربي، أيضاً حاضرة في يومك وساعتك، من لبنان إلى تونس من مصر إلى البحرين ومن اليمن إلى ليبيا، أقطار شقيقة كم عملت وعملت من أجل قوة لحمتها وتضامنها لخير شعوبها ورخائها ونهضتها، كم ضحيت من أجل ذلك كثيراً في سبيل ديمومة النماء والإصلاح، وفي تلاحق تلك الأحداث كانت حكمتك حاضرة، ومواقفك تنبض بالمسؤولية المدركة لحاضر ومستقبل الأمة، الكل يعلم يقينا أنك تنطلق من أساس راسخ من القيم، مدفوعا بالهدف الأسمى، محاطاً بحب شعب راسخ الجذور، وقودا للعطاء لكل شعوب الأمة العربية والإسلامية.
إنها قيادة الحكمة التي افتقدها الكثيرون في مسيرة أوطانهم، شريان التواصل بينك وبين أبناء شعبك دائماً ما ينبض بالعطاء والإخلاص لخير وطنك وشعبك نحو مزيد من الرفعة والتقدم والرفاه والرخاء ليأتي صداه حبا متدفقا لك أنت راعي مسيرته وحامي حماه والساهر مع كل آلامك إلى أن يبلغ هذا الوطن مبتغاه، عودتك يا سيدي سالما معافى عيد جديد ازدانت به فرحتنا، فهي فرحة الأبناء بوالدهم وقائد مسيرة النماء والبناء، أفراح عفوية خرج لها الكبير والصغير المرأة والرجل، كل منا يده ممدودة كي تصالح يدك، وكان المشهد السريالي تلك الوجوه المفعمة بالحب والأيادي الملوحة والحناجر الهاتفة ترحيباً بمقدمك الميمون.
بكل الحب والفرح العفوي المتفجر من دواخل أبنائك بهذه العودة لم تكن هي رسالة لك وحدك،،، لا يا سيدي إنها القيم التي غرستها فينا، وأصلت روح الإخلاص في كل جذر وعرق ينبض فينا، بل هي رسالة للآخر تبلغه مدى هذا الحب والولاء بين شعب وقائده، حب وعطاء، تجديد للطاعة والولاء، وكنت أنت أبا متعب في الزمان والمكان تبادل الحب بالحب والإخلاص بالعطاء، وكانت أياديك البيضاء، وإرادتك الخيرية، وأوامرك السامية، تحقق الرخاء والرقي لإنسان هذه الأرض، رفعة وسموا وكرامة كانت عطاءاتك، ترجمة لحبك لهذا الوطن،كانت بخطوات مدروسة تصنع الأسس والأرض لبنى تحتية في مجالاتها المالية والاقتصادية، وعطاءات تفك بها أسر المعسر، وتلم شمل أسر فرقتها الظروف، وتصنع من سواعد أبناء شعبك سواعد بناء بإتاحة الفرصة لهم تلو الفرصة، إدراكاً بحكمة القيادة إلى حاجات الناس ومعالجة لبعض أوجه القصور في بناها الأساسية وخاصة مواردها المالية، فكانت تلك الأوامر المباركة التي تخدم المواطن في حاضره ومستقبله.
يا سيدي.. أن هناك من لا يرى إلا بمنظوره الشخصي الآني الأناني، ويرى أن ملء جيوب الناس بالمال هو الحل لمواجهة مشكلاتهم وأمان لحياتهم، ويغيب عن إدراكه كم هي تلك المبالغ المالية التي تقدربأكثر من 130 مليار هي ثمار أوامرك الكريمة وحكمتك في قيادة هذا الوطن وهي تضخ في صناديق النماء ومؤسسات العطاء لمصلحة الوطن والمواطن في تنمية اقتصادية شاملة تدور فيها عجلة التنمية بأسس متينة لما فيه خير هذا الوطن والمواطن.
ياسيدي... حماك الله وأسبغ عليك ثياب الصحة والعافية.. وسر بنا قائدنا، لك منا الولاء والحب والطاعة، ولنا منك قبول حبنا ووفائنا...
دهام بن عواد الدهام -الرياض