معرض الكتاب معرض وطني يعكس مدى ما يتمتع به المواطنون من وعي وثقافة وقدرة على تقبُّل الاختلاف والتعايش السلمي وتقدير اختيارات الجميع من منطلق أن الأصل هو تمتع الإنسان بحريته طالما هي مؤطرة بحدود العقد الاجتماعي المتفق عليه، وليس أكبر وأوضح من إشراف وزارة الثقافة على المعرض وهي جهة حكومية تعمل وفق أجندة وطنية شمولية لا تحابي طرفاً على حساب أطراف أخرى!
الملاسنات التي تناقلتها الصحف تشوه وجه المعرض، وتجعلنا نتردد قبل الذهاب إليه، كما أننا لا نريد أن يرى أطفالنا هذه المظاهر من الاحتقانات غير المبررة والتدخل في خصوصيات الناس واختيارهم لما يقرؤون وما لا يقرؤون!!
لا أصادر حق أي طيف أو اتجاه في التعبير عن آرائه، فإن لم تساعدنا معارض الكتب على تنمية مقدرتنا في التعبير عن آرائنا فلا جدوى من عشرات الملايين التي ينفقها المواطنون على شراء الكتب سنوياً، فالاطلاع لا بد أن يُحدث فرقاً في مستوى تفكير الفرد وقدرته على الشفافية والتعبير عن رأيه، لكنّ هناك قنوات ووسائل محددة ومتفقاً عليها.
الشيء الذي أتمناه هو إنشاء منصة أو قاعة أو خيمة في الساحة الخارجية تكون منبراً لمن أراد أن ينتقد أو يقترح أو تُلتقط له الصور لتشبع رغبته في الظهور الإعلامي.
أظن أننا حينها سنحقق نجاحات عدة، سنكسب فرصة نتدرب فيها على التعبير عن الرأي بطريقة منظمة، نتدرب على الاستماع لرؤى مختلفة ومتباينة، نترك لزائري المعرض الحرية في الاختيار والتنقل بين أنشطة المعرض الرسمية أو الشعبية، كما نتدرب على قبول بعضنا مهما اتسعت الهوة؛ فنحن في النهاية نجتمع على أرض واحدة، تضمنا ونضمها، هي هويتنا ونحن هويتها، مواطنون في وطن واحد.
لا بد وبشكل حتمي أن نعطي لكل منا المساحة التي تحفظ له حقه المتساوي في الاختيار والتعبير عن الرأي.