لا أحد يقلل من دور الضمان الاجتماعي، وهناك أسر عاشت على الضمان واستطاعت أن تتجاوز أزمتها.. د. يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية تحدث مؤخراً في التلفزيون السعودي عن الضمان الاجتماعي ووصف الدعم المالي بحزمة تصل إلى (9) مساعدات منها الضمان الاجتماعي.. وكما هو معروف أن أموال الضمان مصدرها الدولة ومصلحة الزكاة والهبات والعطايا تضخ لها الأموال سنوياً بالمليارات، ورغم ذلك الفقر يزداد وأرقام الأسر المحتاجه تزداد وبالمقابل وزارة الشؤون الاجتماعية أيضًا تزداد (ترهلاً) بالمسؤوليات والواجبات، فهي - أي الوزارة - إحدى الوزارات القديمة التي لم تعمل على تحديث نفسها وتحديد مسؤولياتها، فهي تكاد تكون طرفاً في كل الموضوعات والقضايا.. كما أن الضمان الاجتماعي واحد من مسؤوليات جسام على عاتق الوزارة (القديمة) إلا أن الفقر والقطاع الثالث: العمل الخيري والتطوعي قفز بعد الأزمات الاقتصادية العالمية وانهيار سوق الأسهم ليصبح الفقر الهم الأول والأبرز، في حين مازال معالي الوزير د. يوسف العثيمين يدير الوزارة بطريقة إخماد حرائق الفقر دون أن يجد حلولاً جذرية للفقر والقطاع الثالث الذي يتعرض للانهيار مع أحجام التبرعات والمساعدات، حتى تكشف الفقر بصورة مفزعة. وهنا لابد من حلول في جعل الضمان الاجتماعي مؤسسة أو هيئة مستقلة وبصيغة جديدة لأن الصورة الذهنية للضمان وسجلها التاريخي لدى الناس ارتبط بالعيب وجرح الكرامة الشخصية وربما الإشهار والذل والبؤس الاجتماعي.. الإجراءات والتعامل الإداري والمهني يجعل شريحة من المتعففين يحرمون من هذه الخدمة، وشريحة أخرى تولد لديهم البغض وربما الحقد الاجتماعي، وشريحة تشعر بالنبذ والانتقاص.. وهذه الحقوق في الأصل تنطلق من تنظيم إسلامي يقوم على التكافل الاجتماعي, ومن حقوق وطنية مسؤولية الدولة تجاه أبناء شعبها, وتوازن اجتماعي لمصلحة الاستقرار العام.. لماذا لا يفكر معالي الوزير العثيمين بطريقة أكثر حداثة ومهنية عبر مؤسسة أو هيئة مستقلة تجعل المحتاجين ضمن نظام إداري ومالي عبر ربطهم في برنامج التقاعد من خلال مؤسسة التأمينات الاجتماعية وبرامج أخرى تصرف عليهم بعد سن معين وتصرف على أبنائهم فيما بعد الوفاة.. فالوضع الذي عليه الضمان الاجتماعي وفي الممارسة الحالية غير مرضي، ومن نماذج ذلك مكتب البطحاء والغرابي صورة تعود للمملكة قبل الطفرة الاقتصادية وإجراءاتها لا تليق بإنسان السعودية البلد العظيم بلد الحرمين الشريفين وبلد النفط وبلد الإنسانية.. جرح كرامة الإنسان يا معالي الوزير في بلد تميز بحفظ الكرامات وتملؤه الإنسانية لا يمكن قبوله، فالدولة تدفع المليارات ومصحلة الزكاة تدفع المليارات وأهل الخير والميسورون يدفعون أيضًا المليارات، ولم يبق على وزارتكم إلا التحديث والأفكار الجديدة والإدارة والخطط لجعل الضمان الاجتماعي على اسمه ضمان وبناء ضد الفقر وبناء ضد الانتقاص وبناء لتعزيز المواطنة.