(شخص كالملك عبد الله سبب لأفراح شعبه وأمته في سرائها، يحمل أتراحهم في ضرائها، يجمع بين التشاور والعزم، وبين اللين والحزم، ينشد حكمته زعماء أمته، لا غرابة في أن يحبه شعبه وتحبه أمته وتخشى على نفسها إن اعتلت صحته، وهو الذي نذر نفسه وضحى بصحته في سبيل سلامتها وصحتها).
ما تقدم جزء من مفارقة نشرت في هذا المكان بتاريخ 28-12-1431هـ الموافق 4-12-2010م بعنوان (عندما يمرض ملك بثقل عبد الله عندما غادر أرض الوطن للاستشفاء) دعوت الله في آخرها أن يعيد هذا الملك الإنسان إلى وطنه وشعبه بوافر صحته ليتم مسيرته التنموية.
عاد الملك (عبد الله) إلى أرض الوطن ليحتضنه هذا الشعب الوفي وليعبر له عن شوق أضناه طيلة فترة غيابه، وولاء لم تستطع كل مظاهره من تجسيده حق التجسيد، ومحبة برزت في الترحيب به عجزت عن استيعابها جميع وسائل الإعلام الخاصة قبل العامة، فضلاً عن الشوارع التي جابها كافة شرائح هذا الشعب حاملة صوره ويافطات الفرحة بمقدمه.
أثبت حفظه الله وأمد في عمره وأدام عليه صحته، أنه يعيش بجوارحه كل هموم شعبه وتطلعاته، فأصدر قبل أن تطأ قدماه أرض الوطن ثلاثة عشر أمراً ملكياً تصب جميعها في النهر الذي أجراه لتخفيف المعاناة عن شرائح عديدة من هذا الشعب الذي بادله حباً بمودة، فضخ المليارات في المؤسسات الخدمية وفي الجمعيات الخيرية والمهنية والرياضية وامتدت رعايته لتشمل المستفيدين من الضمان الاجتماعي والمسجونين في الحق الخاص والمقترضين من صناديق الدولة والعاطلين عن العمل، والباحثين عن السكن والدارسين على حسابهم الخاص في الجامعات الأجنبية، وزاد على ذلك بعد وصوله بمرسوم رابع عشر يثبت فيه كل الموظفين من المواطنين المعينين على بند الأجور في الوظائف المؤقتة.
الملفت للنظر في هذه الأوامر الملكية أنها أغلقت الأبواب أمام الإجراءات الروتينية في وزارة المالية وتنفيذ الأوامر بالقطارة مما عانى منه الكثير من المشاريع والقرارات السابقة، فألزمت هذه الأوامر وزارة المالية بتوفير الأموال حالاً لتنفيذ هذه الأوامر الملكية المعطاءة دون إبطاء أو انتظار لما تسفر عنه الدراسات الملاية وإمكانية توفير هذه الأموال من عدمها، وهل ستعزز بها ميزانية الدولة لهذا العام أم التريث لتضمينها ميزانية الدولة في العام القادم.
شكراً لهذا القائد النبيل الذي ما فتِىء يثبت للعالم بأسره، أنه يعيش رغم آلامه الجسدية تطلعات شعبه لدولة الرفاه، يحتضنهم ويحتضونه بوفاء وولاء ندر مثيله.
النبلاء لا تجف أكفهم، وأنا على يقين من أن هذا الملك النبيل لن يكل عن العطاء لتستديم التنمية، فنقلاته النوعية المشهودة في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية واقتصاد المعرفة والطاقة الذرية والمتجددة وجامعات التقنية، ومقولته المشهورة (إذا أنتم بخير أنا بخير) والذي يعتذر بأدب جم مع سمو مكانته للجموع التي احتشدت لاستقباله عن عدم مصافحة كل فرد منهم جاء للاحتفاء بعودته، إنما يبشر بمستقبل تنموي واعد على كافة الأصعدة لهذا الشعب الذي استحق ويستحق ملكاً مثل (عبد الله).