حظيت الأندية السعودية بدعم حكومي مالي هائل لم يسبق تاريخيا تأكيدا على نجاح منظومة الرياضة والشباب في أداء رسالتها للمجتمع السعودي وتجسيدا لثقة القيادة بمسؤولي الرياضة والشباب واستحقاق دعمهم لمواصلة الخطى نحو تحقيق كافة الأهداف المناطة بهذا الجهاز الضخم والمتطور يوما بعد آخر..
أعجبني الأمير نواف بن فيصل كثيرا عندما أكد في حديث لبرنامج (الجولة) أن هناك ضوابط محددة ستكون ملزمة لصرف الأندية لهذه المكرمة الداعمة، وهنا كان حس المسؤول وذكاؤه وأمانته العملية في منتهى الحضور، فالمبالغ المصروفة ليست بالقليلة لكي يتم بعثرتها في أمور هامشية أو عقود لاعبين مزيفين أومقدمات مالية تدخل من باب العاطفة التي عودنا عليها رؤساء الأندية..!!
من باب تقديم الاقتراح لآلية صرف مثل تلك المبالغ وتحديد ضوابطها أقترح التالي:
- تخصيص 30% لتسديد ديون النادي المستحقة وفقا لإثباتات رسمية موثقة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
- تخصيص 50% لتحديد أولويات احتياج النادي فيما يخص بناء أو شراء أحد المرافق (عيادة طبية- ملعب صغير - أجهزة طبية- ارض مجاورة - سيارات وحافلات- تكملة مبنى النادي.. الخ)
- تخصيص 20% لإنشاء مركز تعليم النشء العلمي لكرة القدم والرياضات الأخرى حيث يضم المركز (شاشات تلفزيونية - مكتبة كبيرة- صالة اجتماعات - أجهزة تنمية المهارات الكروية)، مثل تلك الضوابط وغيرها هي ضمانة مستقبلية قوية لتفعيل الصرف الحقيقي للنادي إذ إن أكبر معضلة تواجه الأندية السعودية هي استنزافها للأموال بالشكل غير المدروس وضياع ملايين الدولارات في بطون سماسرة ومقالب أصبحنا في الخليج أحد أهم ضحاياها..!!
هيئة الدوري.. ثقة الآسيوي والفيفا.
أملك خبرة ومعلومات ودراية كبيرة بعمل هيئة دوري المحترفين منذ انطلاقتها حيث كان لمتابعتي لخطواتها بعد إقرار الاتحاد الآسيوي تشريعاتها للدول المحترفة كرويا والمشاركة في دوري أبطال آسيا والحقيقة التي ربما يجهلها الكثيرون أن الهيئة قامت بأعمال جبارة وسريعة لم تكن متوقعة أبدا في ظل الواقع الرياضي الإداري والروتين الممل والبيروقراطية التي تحول دون إتمام العديد من الخطوات التي لا دخل للهيئة بها وبرغم ذلك واصلت حتى تحقق الكثير من المتغيرات لعل أهمها وأخطرها القدرة على زرع بذور الثقافة الاحترافية التنظيمية للأندية..
هيئة دوري المحترفين هي المسؤولة عن خلق بيئة مناسبة للدوري السعودي وزيادة مداخيله بالتعاون مع الأندية كمنظومة واحدة ولقد نجحت بامتياز شديد في خلق كثير من الأجواء الرائعة للمباريات وزيادة مداخيل الأندية عبر مكافآت المباريات والتعاقد مع شركات للأندية التي لا يوجد لها رعاة وتقديم دعم للأندية الصاعدة لدوري زين وتقديم جوائز مالية للاعبين رغم انها تصفق بيد واحدة في ظل بيروقراطية الأنظمة وبطء التعاون مع الجهات الأخرى..
هناك من يريد أن يحول الدوري السعودي إلى نسخة من الدوري الاسباني بمجرد أن منظومتنا احتوت على مسمى هيئة دوري المحترفين دون توسيع الأفق والنظر بواقعية لما هو على الأرض وللمدة الزمنية التي يمكن من خلالها أن نصل للآخرين، وهناك من يجهل الحقائق التي تشكل عمل الهيئة ويرغب في أن تكون العصا السحرية لكل شيء..!!
لقد عملت الهيئة -بحسب متابعتي لكل خطواتها - أكثر مما هو مأمول منها حتى حظيت بإشادة الفيفا وطلبت منها دول عدة تقييم تجربتها الناجحة لمحاكاتها إذ إن هيئة دوري المحترفين استطاعت أن تبسط أساسا قويا - وهو المطلوب في هذه المرحلة- لما ستكون عليه أندية الدوري الممتاز مستقبلا وهي لا تزال تعمل وفق إطار الإنشاء القوي المتماسك دون الاختلال بأدوات التطوير المتزامنة مع التأسيس في الملاعب والمرافق والمراكز الإعلامية بل حتى تسويق المنتجات وضعت لها الهيئة خطة لمساعدة الأندية التي حتما ستستلم المهمة بعد أن تكون طبقت اساليبها العلمية العملية بشكل مميز وهي خطة تنم عن قدرة فائقة للهيئة للحفاظ على بناء قوي للاستثمار داخل الأندية..
الأجمل أن الهيئة تعمل بكوادر وطنية خالصة تستحق التقدير، كما أنها مازالت تبعث السعوديين المؤهلين لدراسة الماجستير والدكتوراة في علم الاستثمار وكرة القدم والاحتراف والتنظيمات الكروية وغيرها لتأسيس قاعدة سعودية إدارية صلبة للانطلاق لمرحلة الاحتراف المتكامل الذي بدأ يتشكل رغم مقاومة تيار الهواة القوي..!!
الهيئة تحتاج لمن يفهم طبيعة عملها وطبيعة الظروف التي تواجه أي منظومة جديدة فهناك من يخلط بين عملها وبين عمل اللجان أو عمل اتحاد القدم وهناك من يعتقد أنها العصا السحرية التي لابد أن تغيركل شيء في ظرف عام واحد من الانطلاقة الفعلية وهناك للأسف من يحاول التشكيك في أعمال الهيئة فقط لأنه يفتقد المعلومات اللازمة لعملها حيث يرى أن من الواجب إخباره بكل خطوات وأسرار عمل الهيئة أو إرسال ذلك برسالة خطية لمنزله..!!
شكرا لهيئة دوري المحترفين على عملها المنظم الهادئ وشكرا لسخائها مع الأندية رغم شح مواردها - حاليا- وشكرا لكل الجنود السعوديين داخلها وعلى رأسهم (الجنتلمان) محمد النويصر والدكتور الهادئ حافظ المدلج وشكرا لبقية الجنود التي طافت أندية الدوري وقدمت المحاضرات والخبرات والأنظمة وواصلت العمل دون ضجيج..!
تصويبات
- كان من الطبيعي جدا أن يتعرض الفريق الهلالي للهزيمة أمام ساباهان الإيراني لأن لاعبيه وصلوا لدرجة من الغرور والثقة ما لا يمكن السيطرة عليها وكانت مباراة الفتح ناقوس الخطر الذي لم يعره أحد الانتباه، وبحسب رؤية فنية أرى أن مسببات الهزيمة جاءت لثلاثة عوامل:
- فوضى العناصر الدفاعية وعدم وجود دور فعلي لليبرو الذي لا نعرف هل هو الهوساوي أو المرشدي.!
- تنامي اللعب الفردي والمراوغات لكسب ود الجماهير وعدم الاكتراث للعب الجماعي خاصة من العابد والفريدي.!
- عدم التقيد بمراكز اللعب لغالبية اللاعبين وعدم قدرة المدرب كالديرون على ضبط ذلك فمباريات الدوري تختلف عن المباريات الآسيوية.!
- قدم فريق النصر مستوى فنيا رائعا كما هو الحال للفريق الاتحادي وخرجا بمكاسب مميزة في افتتاحية دوري أبطال آسيا.
- عناوين برنامج (الجولة) جعلت من فوز الاتحاد أمام بيروزي في أول مباراة بالدوري الآسيوي بأنه مجد للمملكة العربية السعودية (اركدوا شوي ياشباب)..!!
- ظهور البلوي في هذه الفترة ليس له ما يبرره إطلاقا فإن كسب الفريق أشاد به وإن انهزم طالب بالتغيير وانتقد ما يريد..!!
- في عنقي اعتذار للحكم عباس إبراهيم بعد ان كتبت أنه أعطى المغربي جواد اقدار كرتا أصفر في مباراة الرائد والشباب رغم ان تفاريس هو من ضربه ودهسه حيث أكد لي الخلوق عباس إبراهيم أنه لم يشهر الكرت لجواد اقدار.. هنا أقدر تفاعل عباس إبراهيم وأعتذر له نظرا للبس الذي أحدثه مخرج المباراة..
- مطالبات جماهيرية واسعة وصلتني باحترام حق المشجع داخل الملعب بتنفس هواء نقي مع أولاده بعيدا عن المدخنين بشراهة أمامهم.. الحل هو أن يجبر المدخن على الجلوس في المدرجات خلف المرمى حيث يكون المكان المخصص للمدخنين عافانا الله وإياهم.!
- بعد أن كان واجهة مشرفة للقصيم هاهو الحزم يهوي للدرجة الأولى دون رحمة من الفرق والسؤال: أي مستقبل ينتظر تاريخ هذا النادي العريق؟؟
- غابت الزاوية عن الظهور الأسبوع الماضي بسبب الزحف الإعلاني الهائل بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين أدام الله عليه نعمة الصحة والعافية..
- صديقي فيصل العمر زعلان على هزيمة الهلال وفي نفس الوقت مبسوط سألته ليش فقال: خل الرئيس يعرف أن نهاية الدلال خيبة لنا..!!
قبل الطبع: الجبان يحارب عندما لا يسعه الفرار..!!