كتب - فهد الشويعر :

لعلّ أشهر أغنية مرّت على الشارع الفني خلال السنوات الماضية هي أغنية (الأماكن) التي غناها فنان العرب لأول مرة في صيف جدة، ما لبثت الأغنية أن انتشرت في أوساط الجماهير العربية مثل النار في الهشيم.

هذه الأغنية لحنها السعودي ناصر الصالح الذي كانت له هذه الأغنية مثل (قاصمة) اللحن حين تم تداول أنه يجب أن يتجاوزها بسرعة حتى لا يقبع تحت رحمتها فلا يتحرك ولا يخرج من (عباءتها) قيد أنملة.

ما تم الخوف منه حدث بالفعل فلم يغادر الأغنية وبقي أسيراً لها ولم يستطع تجاوزها لفترة طويلة جداً، وحين نقول (طويلة جداً) فإننا نقصد بأن الملحن لا يقف عند حد معين وهو ينبوع لا يجب أن ينضب معينه، فلحّن (النورس) ومن يستمع لها يجدها نسخة مطابقة للأماكن التي استعصت مغادرة ناصر الصالح وفشل في تجاوزها.

وحين نقول إن ناصر (فشل) في تجاوزها فإننا لا نقصد بأن لن يستطيع تجاوزها بل نقصد بأنه (لم)، وهناك فرق لثقتنا المفرطة فيما بين يدي ناصر الصالح من قدرة لحنية يستطيع من خلالها تقديم ما يثير الدهشة.

فنان العرب، وهو الذي زاد من شهرة ناصر الصالح أبلغ الصحافة أكثر من مرة أن على ناصر تجاوز (الأماكن) لكن الصالح ربما فهم هذه التصاريح بالمعنى السلبي، وفضّل الركون إلى منطقة منعزلة أو بمعنى آخر فضل البقاء في المنطقة الرمادية فلا هو تقدم ولا تأخر وبقي ينتظر أن تُصدر أغنية (الأماكن) عفواً عليه ويغادر سجنها حتى يعاود انطلاق موهبيته التي طالما أحببناها وصفقنا لها كثيراً.