|
الجزيرة - محمد الخالدي
أرجع اقتصاديون ارتداد سوق الأسهم أمس، إلى تصريحات وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، بعد أن انخفض بنسبة 15 في المائة الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن تصريحات العساف، أعادت الثقة وجلبت الاطمئنان للمتداولين وهو الأمر الذي تجاوب معه قطاع كبير من المستثمرين مما صبغ السوق باللون الأخضر في جميع قطاعاته.
وقال محلل الأسواق المالية عبد الرحمن السماري إن هذه التصريحات كان لها أثر بالغ في وقف البيوع الجائرة، على الرغم من أنها جاءت متأخرة، موضحا أن العامل النفسي كان هو المحرك لموجة السوق الهابطة، معتبرا أن تصريحات وزير المالية معالجة نفسية لما حدث، فالنزول الحاد لم يصادفه شراء بسبب تأخر المسؤولين في تطمين المستثمرين على الرغم من جودة الفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق.
وأشار السماري إلى أن المسؤولين عن الاقتصاد المحلي وسوق المال لا بد أن يحيدوا المخاوف التي مصدرها من خارج السوق وتطمين المستثمر وكذلك لا بد من مواصلتهم لرسائل التطمين عندما يكون السوق بحاجة إليها، فإذا خرج المسؤول على الدوام برسائل تطمين فان السوق سيعود إلى قوته امتدادا من مقوماته الإيجابية المستمدة من جودة الاقتصاد الوطني وتحسن أداء الشركات المدرجة في سوق المال.
من ناحيته يرى المحلل والكاتب الاقتصادي محمد العنقري ان هناك عدة أمور مجتمعة ساعدت على الارتفاع فوصول أسعار الأسهم إلى حدود مغرية إضافة إلى تصريح الدكتور العساف كان له الدور الأكبر في الارتفاع لأنه لم يكن هناك أية عوامل من شأنها أن تؤثر على السوق حتى يرتفع فكان لابد من تصريح وزير المالية حتى يحظى بالاطمئنان ويعزز الثقة فمثل هذه التصريحات تبقى مهمة للغاية.ويضيف العنقري أن هناك نقطة مهمة فيما حدث للسوق من المؤسسات والصناديق المحلية والأجنبية، حيث كانت تمارس عمليات شراء وهذا يعتبر قراءة جيدة لأحوال السوق من قبلهم، لكن الأفراد هم جل السوق واغلب من يتداول فيه بشكل يومي وهذا التصريح يمنحهم الثقة والاطمئنان.ويلخص العنقري ما حدث للسوق بعد تصريح العساف بأنه جملة معطيات منها التقييم المالي والأساسي وأيضا تصريح الوزير الذي أعطى صورة للأوضاع الاقتصادية بأنها متينة وان ما يحصل خارج المملكة من أحداث لا تبرر مخاوف المتداولين ولا تمت لواقع اقتصادنا الوطني بصلة بعد ذلك الهبوط، وأضاف « ما حدث للسوق بعد تصريح الوزير هو شراء للأسهم الاستثمارية بكميات كبيرة وهذا هو الأهم من حجم الارتفاع الذي شهده السوق.لان هذا الأمر يعطي السوق دعما حقيقيا وما يحتاج إليه الأخير هو الاستقرار حتى تظهر نتائج الربع الأول التي ستنعكس على حركة السوق المستقبلية».
وكان وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف قد قال في تصريحات لتلفزيون العربية أمس إن الوضع الاقتصادي والمالي للمملكة «ممتاز» وإن رد الفعل الذي تشهده الأسواق السعودية والخليجية يرجع لأمور غير اقتصادية. وأوضح العساف: الوضع الاقتصادي والمالي للمملكة ممتاز وهذا صحيح والأرقام موجودة وارتفاع سعر البترول سيعزز من هذه الوضع القوي.»
وأضاف: أما بالنسبة لردة الفعل لما يحيط بالمملكة عندما ننظر إلى الماضي (نجد أنه) مرت بمنطقتنا الزلازل والمشكلات الأكبر بكثير والمملكة خرجت منها بشكل أقوى.»وتشهد أسواق الخليج انخفاضات حادة بفعل التوترات السياسية التي تشهدها بعض الدول في المنطقة. وأنهى مؤشر سوق الأسهم تعاملات الأسبوع الماضي عند أدنى مستوى في 22 شهرا لكنه انتعش أمس وارتفع بنسبة 3.8 في المائة.
وظل سعر خام برنت الجمعة فوق مستوى 116 دولارا للبرميل في حين بلغ سعر تسوية العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي تسليم إبريل - نيسان بنهاية التعاملات في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 104.42 دولار للبرميل.وأبان العساف أن المؤسسة العامة للتقاعد دخلت سوق الأسهم السعودية ونفذت عمليات شراء الأسبوع الماضي مشيرا إلى أن أسعار الأسهم أصبحت مغرية للشراء. وتابع: المؤسسة العامة للتقاعد اشترت خلال الأسبوع الماضي لسبب بسيط وهو أن أسعار الأسهم أصبحت مغرية جدا.» وزاد: حتى من مدخراتي الشخصية - لثقتي في هذا الاقتصاد وهذا البلد - استغللت الفرصة واشتريت بعض الأسهم.»وأضاف أنه يتوقع استمرار عمليات الشراء من قبل الصناديق قائلا:عندما تحين الفرصة وتجد لجان الاستثمار الأسعار المناسبة تشتري. أتوقع استمرار هذا الأمر.»وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين لدى البنك السعودي الفرنسي في الرياض «من الواضح أن السوق كانت تتطلع إلى تصريح رسمي في اليومين الماضيين ومن المؤكد أن صعود اليوم «أمس» يرجع إلى تصريحات الدكتور العساف.»