الحمد لله الذي جعل المحبة والألفة عمراناً للقلوب وأعطى وأجزل وأجرى منهما بين الملك وشعبه نصيباً وافراً جعل الراعي في غربته ومرضه يحمل هم سعادة وراحة شعبه وجعل الشعب يتلهف شوقاً وحباً لملكه وقائده، ويرفع أكف الضراعة لله بأن يمنّ على قائده بالصحة والعافية ويعيده سالماً معافى. ولا غرابة في ذلك فقد رضعنا حب هذا الوطن وهذه الأسرة المباركة مع حليب أمهاتنا أجيالاً بعد أجيال، وكنا ننام ونصحو على عبارات خالدة على ألسن الأمهات والجدات (الله يديم علينا الأمن والإيمان) و(الله يعزهم ولا يعز عليهم) و(الله يعطيهم ويهديهم ويجعل بقلوبهم الرحمة لرعيتهم).. عبارات رسّخت في عقول الصغار وشبوا وشابوا وزرعوها في أبنائهم، وهاهي تؤتي ثمارها في حب عظيم بين الراعي والرعية، وفرحة غامرة بقرب اللقاء في وقت نرى فيه شعوباً تثور على حكامها وحكاماً تواجههم شعوبهم بالصلف والعنف بل والرصاص، وكل من الحاكم والمحكوم يتهم الآخر ويرمي باللائمة عليه.. وما ذلك إلا بسبب غياب المحبة والعدل والولاء والعقل وحضور الظلم والجور والجوع والجهل.
ونحن في هذه المملكة العامرة ولله الحمد في أمن وأمان وعدل ورغد عيش ومحبة وألفه؛ وكلها نعم محسودون عليها، وكل ذي نعمة محسود. فاللهم أدم علينا أمننا ونعمتنا وقادتنا، واحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه.
سلطان بن عبدالرحمن التركي الفرهود -محافظة الزلفي