عندما أشيد بالبرامج التلفزيونية التي تكشف الحقائق المغيبة، أو تفضح محاولات خداع المستهلكين، فهذا لأن هذا الاتجاه لم يكن حاضراً، ثم بدأ اليوم يشق طريقه بقوة، ولا بد لنا أن نشد على أيادي الشباب الذين يعدون ويصورون ويقدمون ويخرجون هذه البرامج، على الرغم من أن أحداً لا يوفيهم حقهم.
وكم أتمنى أن أرى برنامجاً يومياً حياً على الهواء، متخصصاً في حماية المستهلك، يكشف في كل حلقة حال السوق، ابتداءً من سيارات البطيخ والخضار على جوانب الشوارع إلى مراكز الخضار والفواكه واللحوم، من بناشر الأحياء إلى مراكز صيانة أفخم السيارات، من صوالين الحلاقة إلى مراكز التجميل، من محلات العويس والمعيقيلية إلى محلات مجمع المملكة ومجمع الفيصيلية، من الشقق المفروشة والاستراحات إلى فنادق الخمس نجوم، من محطات الطرق السريعة بين المدن إلى شركات النقل والبريد، من محلات القهوة إلى مطاعم الوجبات السريعة، بحيث نكون في حالة كشف يومي لما يحدث في السوق من سلبيات، وبحيث يكون هناك مَنْ يوجه المستهلكين إلى النمط الاستهلاكي الصحيح، وإلى السلعة الأفضل لصحتهم، ومَنْ يحذرهم من السلعة الأسوأ.
عندما نتحدث عن الخضروات المزروعة في مياه الصرف الصحي في الصحافة، فإن حديثنا لن يكون له نفس تأثير الصورة التلفزيونية. وحينما نقول في الراديو عن ذلك السمك القادم من فيتنام والذي يُباع على أساس أنه هامور خليجي!، فإننا لن نجد آذانًا صاغية، كما سنجدها في العيون المفتوحة على التلفزيون.