العالم منشغل بما يجري في المنطقة العربية، كل له اهتماماته، وكل له مصالحه وطموحاته وآماله، وحتى أطماعه.
الأوروبيون يريدون أن تعود شمال إفريقيا الدرع الجنوبي الذي ظل حتى يومنا هذا يمد أوروبا بما تحتاج إليه من خامات وخيرات وحتى الأيادي العاملة الرخيصة، وبعد أن اكتفت منهم بعد تدفق الأوروبيين الشرقيين حصنوا سواحلهم!
أمريكا تريد أن تحافظ على امتداد منطقة نفوذها، وأن تحيد شمال إفريقيا كما باقي العرب عن بؤرة الاستيطان الاستعماري (إسرائيل).
العرب وحدهم سواء كانوا في مصر أو في تونس والآن في ليبيا يطالبون بجزء من حقوقهم المشروعة.
في ظل انشغال الجميع بهمومهم أو أطماعهم وجدت إسرائيل فرصتها في تثبيت سرقتها للأراضي العربية والحق العربي؛ فالجميع منشغل عنها، وبعضهم يرى ويشاهد ويتمنى استمرار الوضع حتى يُستكمل المشروع الصهيوني.
إسرائيل وكبير خبثائها (نتنياهو) يسابق الوقت لفرض أمر واقع لا يمكن تغييره، خاصة أن الطرف الآخر - ونعني الفلسطينيين - ظلوا بمنأى عن عدوى التأثر بما يجري حولهم؛ فلم تؤثر بهم ثورة الشباب بمصر، ولا بما حصل في تونس ويحصل الآن في ليبيا.
الفلسطينيون استكانوا للتقسيم، وارتضوا البقاء في أحضان أنصار العمائم في طهران ومن يسايرون ترتيبات العم سام.
في ظل كل ما يجري ينشط الإسرائيليون لاختصار الوقت، رغم أن بعض مَنْ كُلِّفوا بمعالجة الملف الفلسطيني يرون أن استمرار الإسرائيليين في الوضع وتماديهم في التضييق على الفلسطينيين سيدفعهم دفعاً للثورة؛ ولذلك لا بد من التخفيف، وهو ما يدعو إليه توني بلير مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي طالب نتنياهو بتقديم سلسلة (تسهيلات) للفلسطينيين قبيل اجتماع اللجنة الرباعية المقبل.
المتابعون لعمل اللجنة الرباعية يرون أنها لم تقم بواجبها تجاه الفلسطينيين؛ فحتى عمليات الاستيطان الاستعماري نأت اللجنة الرباعية بنفسها عنها، بل إن أحد أهم أركان هذه اللجنة (أمريكا) لم تتوانَ في وضع (الفيتو) في خدمة الاستيطان.. وما يريده بلير من نتنياهو أن يُقدِّم حبة (فاليوم) للفلسطينيين؛ ليجعلهم يواصلون السبات والنوم.
JAZPING: 9999