اقتبست العنوان أعلاه من عنوان الرواية الشهيرة: (صمت الحملان) مع بعض التحوير الطفيف؛ نظراً لتطابق الحالة المراد تناولها مع مضمون العنوان لا أكثر ولا أقل.
ولأنني متورط بالانتماء إلى الإعلام الرياضي سواءً طوعاً أو كرهاً.. فمن المنطق والطبيعي أن أكون على قدر جيد من المتابعة لما يجري على الساحة الرياضية والإعلامية بشكل عام.
وبناءً عليه فقد كان من ضمن ملاحظاتي ومتابعاتي الممتدة لعقود من الزمن وجود (جيش) ممن ينطبق عليهم معنى العنوان أعلاه شكلاً وموضوعاً، وبخاصة حيال أي أمر يتعلق بالهلال تحديداً..؟!
هذا الجيش من الأصوات والأقلام المنتشرة في أرجاء وأروقة المؤسسات الإعلامية قد نذرت نفسها وجهودها لخدمة أي توجه من شأنه الإضرار أو المساس بالشأن الهلالي، والذي عادة ما يكون مرتكزاً على نظرية (عنز ولو طارت)، وبالتالي فلم يعد هذا الأمر سراً..؟!!
ولا أحتاج في هذا الصدد إلى تقديم الكثير من البراهين، فالحال يكفي عن السؤال كما تقول العرب هذا جانب.
الجانب الآخر: أن المساحة لا تسمح ولا تستوعب آلاف الحالات والشواهد التي تدين تلك الأصوات والأقلام بجرم التعاطي والتعامل مع الشأن الهلالي انطلاقاً من المبدأ (المكيافللي) الشهير (الغاية تبرر الوسيلة)، وبما أن الغاية هي الإضرار بالهلال، فلا ضير ولا فرق في أعرافهم إن كانت الوسيلة شريفة أم دنيئة؟!
على سبيل المثال: الأخطاء التحكيمية التي تصب في مصلحة الفرق التي تباري الهلال، أو تلك المنافسة التي تخدمها تلك الأخطاء، يتم (الصمت) عنها على أساس أنها مسألة فيها نظر بحسب ضمائرهم، وأحياناً يتم الحديث عنها على أنها من الأمور المباحة فقط لأن المتضرر هو الهلال..!!
أما إذا احدث العكس وكان ثمة شبهة خطأ تقديرياً لم يحتسب على الهلال حتى وإن كان عبارة عن (رمية تماس).. فإن قيامتهم تقوم كما لو أنها جريمة لا تغتفر..!!
ولنا في مباراة الفتح الأخيرة خير مثال باعتبارها من آخر الشواهد، فيما نحن بصدده.
إذ أصابهم (الخرس) كالعادة - أمام الأخطاء التي تضرر منها الهلال وأثبتتها آراء الخبراء بمن فيهم المسؤول (عمر المهنا) وانساقوا خلف الادعاءات الفتحاوية (الفانتازية) التي أرادوا من ورائها تفريقهم في كل الاتجاهات مجرد ذر الرماد وإحداث حالة من الفوضى التهريجية بقصد الإفلات من عقوبات الممارسات الإنفلاتية التي افتعلوها عقب المباراة..؟!.
هؤلا بهرولتهم خلف الأوهام الفتحاوية ليس لأنهم لا يعلمون الحقيقة، وإنما لأنهم لا يريدون الحقيقة.. لذلك هم يبحثون فقط عما يدعم توجهاتهم الاستهدافية غير الشريفة حتى وإن بنيت على الكذب والمغالطات والتعامي عن قول الحق بصرف النظر عمن هو صاحبه..؟!!
ذلك أن الإنسان الشريف لا يضع الباطل موضع الحق، ولا يزاوج بينهما في سبيل تحقيق رغبة غير نبيلة، ولا يمكن للإنسان الشريف أن تطغى نوازع الشر والكراهية في وجدانه على نوازع الخير والعدل في تعاملاته حتى وإن كانت عبارة عن كلمة يقولها أو يكتبها.
كلمة
إذا كان ماجسده الفريق الهلالي أمام سبهان الإيراني هو كل ما لديه.. فعليهم نسيان الدوري الآسيوي والدوري المحلي، وحتى كأس الملك للأبطال وكأس سمو ولي العهد.
وعليهم أن يعدوا العدة للموسم القادم.
نصف كلمة
تسابق القوم للشماتة بالهلال على إثر الخسارة من سبهان.. إنما يعكس حجم الإحباطات والانكسارات التي تضرب أطنابها في أعماقهم..
لله درك أيها الزعيم..
نصف نصف كلمة
إذا كانت الفرق التي ستنافس كلا من الشباب والنصر آسيوياً من مستوى ووزن (بختاكور والريان) فإنني أستطيع المراهنة على أن الكأس الآسيوية ستكون سعودية بإذن الله.
مسك الختام
(.. فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (46) سورة الحج