عدسة ووصف : مشاعل بنت نادر العتيبي

عمل الإنسان العربي بكل قوة على حفظ تراثه وترسيخ ماضيه ببصر وبصيرة، وتكوين شخصيته مُبدعاً ومنتجاً لكل الأدوات التي تلزمه، يصنعها بنفسه، وحسب إمكاناته البيئية والمادية.. ويتضح ذلك جليّاً في (الزيّ الشعبي والملابس التقليدية) التي اجتهد الإنسان العربي وتحديداً في الجزيرة العربية في حفظ كيانه وتراثه من خلال هذه الملابس.. ومن خلال الملابس التقليدية يمكننا تحديد ما كانت عليه المجتمعات قديماً، فهناك اختلافات عدة من حيث خامات الصنع والأدوات، فلكل منطقة في الجزيرة العربية طابع خاص يعكس أحوالهم وطبقاتهم.

وتعد صناعة الملابس التقليدية كمثيلاتها من الحرف والصناعات التي يتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل تكون في بداية ظهورها في قمة بساطتها سواء في الفكرة أو في المادة المستخدمة في الصنع، وتبدأ تدريجيا بالتطور نظرا لقدوم الأجيال وما هم عليه من وضع فكري ومادي متجدد.

فعلى سبيل المثال، كانت الملابس تؤخذ مادتها الخام من جلود الحيوانات ويتم ارتداؤها دون خياطة أو تفصيل، وبعد ذلك ومع توافر وتعدد الخامات والمنسوجات أصبحت تخضع للتفصيل والقص والخياطة بعناية أكبر وأصبح هناك تعدد في أشكال واستخدامات تلك القطع ولبسها وفق ما يتناسب مع المناسبات والاحتياجات الخاصة.

ونظراً لما لتلك الملابس التقليدية من أهمية، فذلك يحتم علينا نحن الجيل الحاضر أن يكون لنا دور الحفظ والتسجيل ومحاولة مواصلة الإنتاج حفاظاً على التراث والموروث من الاندثار والضياع.