تساءل الكاتب اللبناني أحمد الزين في ندوة (الثقافة والفضائيات) عن غياب ثقافة العقل والمعرفة من الفضائيات العربية بشكل عام فيما استغرب انتشار ثقافة الاستهلاك على حساب ثقافة العقل مرجعا السبب إلى ضرورة المغامرة المالية من المنتجين وصانعي الإعلام، لإنشاء ما هو جاد فضائيا ومفيد للعقل العربي وأكد الزين على أهمية المؤسسة الفضائية الثقافية ودورها في استثمار العقل العربي وما يفرض من تحديات وانتهى الزين إلى ما تنتظره الأجيال الجديدة التي تقرأ في أكثر من كتاب.
فيما استعرضت المذيعة الكاتبة مريم الغامدي تأثير التقنية والفضائيات المفتوحة على مصراعيها.. على حساب ثقافة العلم والمعرفة.. المؤثرة في مستقبل الأجيال ونظرتهم المبهورة بالموضة وأشارت الغامدي إلى سلبيات الفضائيات وعدم اهتمام مذيعيها بإتقان اللغة العربية وعدم مراعاة ذائقة المشاهد العربي وإخضاعه لخصوصية اللهجة التي يتكلم بها المذيع، وانتقدت الغامدي استخدام كثير من الفضائيات البرامج الدينية واصفة إياها بالغطاء الشرعي لترويج أفكار ها.
وبحسبة دقيقة تناول الأستاذ محمد الماضي موضوع الفضائيات مؤكدا وجود أكثر من (700) قناة في العالم العربي..متسائلا عن: ماذا قدمت لتثقيف مشاهدها؟ وتعزيزها قيمه؟ مؤكدا أن هذه الاهتمامات تحتل آخر درجة في سلم اهتمامات القنوات الفضائية العربية، وبأن ما يقدم في هذا السياق غير مثير للانتباه.. مشيرا إلى أن الفضائيات لا تلقي بالا للتحديات التي تواجه الثقافة العربية. واختتم الماضي حديثه مشيرا إلى أن بعض الفضائيات أشعلت جذوة الخلاف بين أبناء الوطن والمذهب الواحد، وأشاعت روح التطرف وقيم التعصب والصراع الفكري على حساب ثقافة الحوار وانتهى الماضي إلى عدد من المعوقات التي تؤثر في ثقافة الأفراد، و لامبالاة الفضائيات العربية بذلك.. يذكر أن الندوة حظيت بحضور جيد ونقاش مهم حول الثقافة والفضائيات العربية المغيبة فكرياً وصناعتها التي تعاني عجزاً مالياً.