استجاب الله عز وجل لدعاء المسلمين ومنَّ على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود-حفظه الله- بالسلامة والعودة لأرض الوطن, بعد رحلته العلاجية التي ارتحلت معه فيها قلوب الشعب وارتفعت فيها أكف الضراعة إلى المولى بأن يعيده سالماً معافى ليكمل المشوار الذي بدأه بما يحقق رعاية المصالح الدينية والدنيوية لوطن الإسلام ومآزر الإيمان.
لقد سعدت النفوس وارتاح البال واطمأن الشعب بخبر عودة قائد المسيرة, ورائد العمل الخيري والإصلاحي على المستوى المحلي والعربي والدولي, وأن الشعب وهو يستقبل بكل فرح وسرور خادم الحرمين الشريفين, فهو كله أمل أن يمن سبحانه وتعالى على الأمة العربية والإسلامية بالاستقرار والطمأنينة والعيش الرغيد الكريم وأن يعيد لها مقدساتها وأن يفرج هموم شعوبها وكل ذلك يتحقق بعد مشيئة الله بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع نواحي الحياة.
إن عودة خادم الحرمين الشريفين للوطن بشارة خير تنثر الفرح في قلوب أبناء الوطن نظراً لما يتمتع به من حب وتقدير منهم, فقد قام بأعمال جليلة ولازال يقدم ويبرهن للعالم أجمع صدق وطنيته وحبه وإخلاصه وتفانيه لخدمة وطنه بل العالم بأسره الإنسانية, وسجله التاريخي-حفظه الله-حافل بالكثير من الإنجازات التي لا يتسع المقام لبسطها.
إن عودة ملك القلوب إلى أرض الوطن وهو في أتم حالات الصحة والعافية ليواصل مسيرة العطاء والنماء لهذا الوطن الذي جعله الله وطن الإسلام الأول وجعله قبلة المسلمين ومأوى أفئدتهم هي عودة تستبشر بها القلوب.
ولا نستغرب من ولاة أمر هذه البلاد على مرّ الأزمنة بذل طاقتهم -جزاهم الله خيراً- للتوسيع على من ولاهم الله أمرهم وها نحن نعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ورعاه بإصداره أوامر كريمة شملت مختلف فئات المجتمع ليعمّ الخير البلاد وأهلها فاجتمع للناس مجاميع فرح من هذه التوسعات للناس في أرزاقهم وأعمالهم.
وختاما أسأل الله أن يحفظ للمملكة أمنها واستقرارها وقادتها الأبرار الذين لا يألون جهداً في تحقيق ما فيه الخير والصلاح لهذا البلد المبارك، وأن يحفظ عليها دينها وتمسكها بكتاب ربها وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم إنه سميع مجيب.
قاضي استئناف
