أتاوا - تهاني الغزالي :
أجمع رجال السياسة والعرب المقيمون في كندا على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - واحد من القادة الذين يتمتعون بحس شخصي وكاريزما خاصة تجعل له مكانة في قلوب من يلتقي به، وأن إنجازاته الحضارية خير شاهد على حرصه على الأخذ بيد شعبه، ونصرة الحق والعمل على توفير بيئة محلية ودولية آمنة.
وقد رفع عدد من السياسيين العرب والكنديين ومنسوبي كل من سفارة خادم الحرمين الشريفين والملحقية الثقافية بكندا تهانيهم القلبية بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى المملكة العربية السعودية بعد خروجه من المستشفى سليماً معافى.
قائد يتمتع بحس إنساني خاص
في البداية هنأ السكرتير البرلماني لوزير الخارجية الكندي ديباك اوبراي الشعب السعودي بسلامة خادم الحرمين الشريفين وعودته سالماً إلى أرض الوطن، واعتبره واحداً من القادة الذين أعطوا دفعة كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية بين كندا والمملكة فقال: في البداية نهنئ الشعب السعودي على سلامة خادم الحرمين الشريفين ونتمنى له دوام الصحة والعافية، فلقائي به عام 2008 كان فرصة طيبة لي تعرفت فيها على قائد له حس إنساني خاص وبصيرة.
وأشاد ديباك بجهود جلالة الملك عبد الله في محاربة الإرهاب الذي يشبه في أثره السم الزعاف، وعد تلك الجهود فرصة طيبة قربت من وجهات النظر بين البلدين، وأعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف اوبراي ديباك أن الملك عبد الله نجح في إنشاء جو صحي وسلمي بين دول العالم، وهذا ليس بالأمر الهين، وهذا ما برهنت عليه مبادرته العربية تجاه القضية الفلسطينية.
اشتقنا لطلعتكم البهية
أعرب سفير خادم الحرمين الشريفين بكندا أسامة بن أحمد السنوسي عن سعادته الغامرة بعودة خادم الحرمين الشريفين سالماً معافى إلى الوطن فقال: نحمد الله على فضله وكرمه أن أعاد إلينا والدنا وقائدنا وحبيبنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سالماً معافىً. ونقول لكم يا سيدي لقد اشتقنا إلى طلعتكم البهية وتلهّفت نفوسنا إلى قيادتكم الحكيمة، ولقد كانت قلوبنا مثل قلوب الملايين من أبناء شعبكم وأمتكم المحبة المتعلقة بكم تدعو لكم بظهر الغيب دعاءً مخلصاً صادقاً أن يحفظكم الباري جلّت قدرته ويمُنّ عليكم بالصحة والعافية فالحمد لله على فضله وعطائه الكبير. فاقبل أدامك الله حبنا وولاءنا وفداءنا وسر بنا يا قائدنا فأنت أملنا ومستقبلنا المشرق - بإذن الله -.
نسأل المولى العلي القدير أن يحفظكم يا خادم الحرمين بحفظه ويرعاكم برعايته ويمتعكم دائماً بالصحة والعافية ويمدكم بعونه وقوته ونصره.
البسمة عادت لشفاهنا مع عودتكم الميمونة
أكد الملحق الثقافي بكندا الدكتور فيصل المهنا أبا الخيل أن الشعب السعودي يبادل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - الحب لأنه زرع الحب فيهم فقال: « في البداية اسمح لي سيدي خادم الحرمين الشريفين أن أزف لذلك الوطن المعطاء التهنئة تلو التهنئة بهذه المناسبة، وأن أشارك الوطن الفرحة والاحتفال باسمي وباسم أبنائكم المبتعثين والمبتعثات الذين كانوا ولا يزالون خير سفراء لخير ملك والذين غاب عنهم الفرح ولم تطِب لهم الحياة منذ سفركم للعلاج وحتى هذه اللحظة التي لا يسعنا إلا أن نرفع أكفّنا حمداً وشكراً على أن أعاد لنا والدنا وقائدنا وتاج رؤوسنا عبد الله بن عبد العزيز أدام الله عزّه.
واضاف الدكتور فيصل أبا الخيل أن الشعب السعودي يبادل خادم الحرمين الشريفين الحب وأحبه بمحض إرادته، لأنه كان دائماً منهم وإليهم، وشعروا معه بالراحة والطمأنينة، لأنهم لم يروا منه إلا التواضع والاحترام وتعامل الأب مع أبنائه.
وأكد الدكتور فيصل أن هذا الحب الذي قلّما يتكرر، وأن مظاهر الفرحة التي عمت المجتمع السعودي تمثل صورة من التلاحم لا توجد إلا في مملكة الإنسانية مملكةِ عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -.
ولهذا سيدي: نحن إذ نهنئكم اليوم فإننا نهنئ أنفسنا إذ أحسسنا معكم بأننا جسد واحد أنتم منه القلب ونحن بقية الخلايا التي عاشت ولا تزال تعيش على نبضه الذي ما فتئ يغذيها حباً ودفئاً. ونسأل الله أن يديم عليكم لباس الصحة والعافية وأن يحرسكم ويديمكم ذخراً لنا وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والاستقرار وأن يجعل قادم أيامنا كلّه سعادةً إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
تحركاته تخدم القضايا العربية من منظور قومي
أما السفير المصري وائل أبو المجد فقد أشاد بحرص الملك عبد الله - حفظه الله - على الأخذ بيد شعبه رجالا ونساء والعمل على تعليمهم ليبني مستقبلاً مشرقاً لأبناء وطنه فقال «كلنا سعداء بشفاء جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز ونتمنى له دوام الصحة والعافية، فالكل يعرف مواقف وتحركات خادم الحرمين الشريفين الهادفة إلى خدمة القضايا العربية والإسلامية من منظور قومي، وهذا ما ظهر جلياً في مبادرة السلام العربية الداعية إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية.
كما أشار السفير أبو المجد الى أن شخصية الملك عبد الله شخصية مثابرة، فمبادرته للحوار مع الحضارات التي أطلقها في هيئة الأمم المتحدة التي تدعمها مصر أيضاً تحتاج إلى المثابرة والصبر وخاصة أن المجتمع له خصوصية ولكن على الرغم من ذلك أخذ على عاتقه فتح باب الحوار لتقبل الآخر على مستوي العالم من أجل أن يحل السلام في لغة التعامل بين بني المجتمعات المختلفة.
وفي ختام كلمته أشاد بالنهضة التنموية التي تشهدها المملكة في عهد الملك عبد الله الذي ركز فيها على تنمية مهارات المواطن السعودي.
الدعوة لحوار الحضارات رسخ قيم التسامح
كما هنأ الدكتور محمد إبراهيم المصري الرئيس الأسبق للكونجرس الإسلامي في كندا الشعب السعودي على سلامة خادم الحرمين الشريفين من الوعكة الصحية التي ألمت به، واعتبر خادم الحرمين واحدا من القادة الذين نجحوا في تحسين صورة الإسلام عند الغرب الذي لا يعرف عن الإسلام إلا أنه دين الإرهاب فقال «نهنئ الشعب السعودي على سلامة الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان خير داعم لتغير صورة الإسلام لدى الغرب، فمحاولاته الحثيثة لمحاربة الإرهاب ونبذ التعصب، ودعوته للحوار بين الأديان والحضارات كانت بمثابة ركيزة أساسية اتضّح من خلالها ملامح العلاقة التي يجب أن تسود بين العالم الإسلامي والغرب».
مستقبل المملكة واعد
على حين تمنى السفير اليمني بكندا خالد محفوظ البحاح دوام الصحة والعافية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ليستمر عطاؤه الدائم لقضايا العالم الإسلامي والعربي, وأكد أن مستقبل المملكة واعد بخطة الملك عبد الله الهادفة إلى تنمية المواطن السعودي، من خلال برامج الابتعاث التي جعلت الإنسان السعودي ينهل العلم من منابع العلم الدولية، وكذلك التوسعة في إنشاء الجامعات في كل أرجاء المملكة.
دعوات الحجيج تحميه
أما السفير السوداني الصادق المقلي فقال: دعوات زوار بيت الله الحرام أصدق تهنئة لخادم الحرمين الشريفين الذي امتدت أياديه البيضاء لكل مسلم في كل أرجاء المعمورة، فالتوسعة التي يشهدها الحجيج كل عام في الحرمين الشريفين لشاهد فعلي على أرض الواقع يوضح لأي مدى يحرص خادم الحرمين الشريفين على خدمة المسلمين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فمساعداته الإنسانية في الدول الإفريقية سواء في بناء دور للعبادة، أو إنشاء المدارس والمستشفيات ودور للأيتام لن تنسى من ذاكرة التاريخ.
له نموذج رجولي من نسيج خاص
على حين عد الدكتور خالد الحذيفي مساعد الملحق الثقافي بكندا خادم الحرمين الشريفين واحدا من القادة الذين لهم نموذج رجولي من نسيج خاص ومختلف وفي الوقت نفسه نموذج عاطفي فريد، حيث زرع حب الناس في قلبه ولهذا حصد حب الناس له فقال «نحمد الله علي سلامة ملك الإنسانية والقلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، فهو بحق ملك له هيبة جعلته متفردا بين القادة، وفي الوقت نفسه محبة جعلت منه نموذجا رجوليا من نسيج خاص فهو بحق القائد المهاب والمحبوب.
وأضاف الدكتور الحذيفي أن الناظر لواقع العالم العربي الآن يرى إلى أي مدى كان خادم الحرمين بعيد النظر حين جعل العلاقة القائمة بينه وبين شعبه علاقة أب بأبنائه، لهذا خرجت الجموع لتعرب له عن فرحتها بعودته سالماً إلى أرض الوطن، على حين تلفظ شعوب أخرى في الوقت نفسه حكامها، لهذا نحمد الله كثيرا على سلامة مليكنا المحبوب الذي استثمر خيرات الوطن في بناء سواعد أبنائه وسلحهم بالعلم لينفعوا بلادهم والعباد.
مليكنا المحبوب
بينما اعتبر مدير الشؤون العامة بسفارة خادم الحرمين الشريفين علي القرني سلامة الشعب السعودي من سلامة خادم الحرمين الشريفين فقال: « مليكنا الغالي لقد قلت لشعبك عندما ألمت بكم حفظكم الله تلك الوعكة الصحية « إذا الشعب السعودي بخير فأنا بخير» ونود أن نقول لكم سيدي نحن الشعب السعودي وبلسان واحد وصادق « إذا كان سيدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين بخير فالشعب السعودي بأكمله بخير».
مليكنا إننا ونحن نعمل خارج الوطن لخدمة الوطن وأبناء الوطن نعيش فرحة غامرة لا تعبر عنها الكلمات ولا تصفها العبارات, نعيش ونتابع لحظات الفرح لحظة بلحظة ونتعايش معها ونعبر عنها ونتحدث عنها مع كل من حولنا كيف لا وإنجازاتكم ومساهماتكم وفي مجالات متعددة تعبر المحيطات والقارات لينهل وتنهل منها البشرية جمعاء, ويتحدث عنها الجميع بكل الإعجاب والتقدير والإكبار.
حفظكم الله سيدي وأتم عليكم لباس الصحة والعافية الدائمة, كما أسأله جل وعلا أن يديمكم ويحفظكم ذخرا للإسلام والمسلمين وخيرا للبشرية والإنسانية جمعاء.
هو كالغيث
أما الأستاذ علي بن عبد الله الهويدي من قسم العلاقات العامة بالسفارة السعودية بكندا فيري أن عودة ملك القلوب لمملكته كانت بمثابة الغيث للأرض العطشى فقال: «لقد أشرق النور بعودة خادم الحرمين لأرض الوطن، لقد اشتاق الوطن وأبناؤه لعودتكم كاشتياق الغيوم لمطرها وكاشتياق العين لكحلها، فعودتك بحمد الله سالماً أروت ظمأ العيون ونسجت شرايين القلوب باسمك نبضاً صادقاً.
أما الدكتورة كوثر عابد المسؤولة عن وحدة مبتعثي الجهات الحكومية والمؤسسات العامة والجهات الأخرى فترى ما تعرض له خادم الحرمين الشريفين من وعكة صحية إنما كانت كمرآة عكست مدى محبته في القلوب ومكانته لدى أبناء المملكة العربية السعودية خصوصاً وأبناء الجاليات العربية والإسلامية على وجه العموم وهذا ما لمسناه ونحن في بلاد المهجر، فكان الشفاء الذي وهبه الله استجابة للدعوات الصادقة من الجميع.
أما مشرف إدارة الشؤون التعليمية والتدريبية بالملحقية الثقافية بكندا الدكتور يحيى الخزرج فيقول إن المبتعثين والمبتعثات في كندا على وجه الخصوص يعبرون عن اعتزازهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين نظراً لما يشعرون به من الرعاية المادية والمعنوية الكاملة التي منحت لهم في سبيل نهل العلوم والتدريب والتقية الحديثة والحصول على أرقى الشهادات لتنمية قدراتهم العلمية وتنمية مهاراتهم للمساهمة في بناء الوطن وتطويره والإسهام في رفعته وإعلاء شأنه. فالمميزات التي يتمتع بها المبتعثون هنا في كندا لا توازيها مميزات أخرى وليهنأ بال مولانا خادم الحرمين الشريفين بأن ألسنة هؤلاء جميعاً تلهج بالدعاء له بالصحة وطول العمر فقد عمت البهجة الجميع بشفاء الوالد الحنون وكلهم يترقب عودته الميمونة إلى المملكة موفور الصحة والعافية - بإذن الله -.
على حين وجدت الدكتورة مشاعل عبد الرحمن الشويعر المشرفة علي وحدة طلاب البكالوريوس أن الملك عبد الله حقق أصعب معادلة في علاقة الراعي بالرعية حين أحب الناس فأحبوه فقالت: «يحق لنا الفخر بالوالد، نعم نحن نحبه ونفخر به فله حق علينا فهو قد رفع شأن البلاد عالميا وعزز مكانتها، وجعلنا نشارك العالم إيجابيا في أفراحه وفي أحزانه. ندعو لهذا الرجل العظيم بالصحة والعافية فخروجه من الوعكة الصحية سليما معافى، وعودته للوطن سالما غانما هي فرحتي كفرد، وهي فرحتنا كشعب. كم نحن في أمس الحاجة إليك أيها الوالد القوي الكريم الحنون. نرفع الأكف ضارعة للمولى - عز وجل - أن يحفظ الله خادم الحرمين ويسبغ عليه لباس الصحة والعافية. اللهم آمين.....
بينما أكد مسؤول الشؤون الإدارية بالملحقية الثقافية محسن الشملاني أن الكلمات قد لا تكفي لوصف فرحته بعودة مليكنا الأب الحنون الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه، وألبسه ثوب العافية والصحة، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنه فقال «أجل إن الكلمات لتتسارع على الشفتين، وأجد النفس تهفو إلى التعبير عما في الصدر من مشاعر الحب والمودة نحو عودة الملك عبد الله بالسلامة إلى أرض الوطن سالماً بعد أن من الله عليه بنعمة الشفاء والعافية، وها نحن نعد ملكينا بأننا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل رفعة هذا الوطن وتقدمه».
أما غسان سعود برنجي فيقول: لا أجد من الكلمات ما أستطيع أن أعبر بها عما في قلبي من مشاعر حب وفرحة بعودة مليكنا وقائد مسيرتنا بسلامة الله إلى أرض الوطن. وأعتز بملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، هو رجل ولا كل الرجال أعطى لشعبه ما لم يأخذه الشعوب الأخرى من ملوكهم ورؤسائهم وكسب حب شعبه له وكذلك حب الشعوب الأخرى أسأل المولى - عز وجل - أن يديم لنا مليكنا المفدى ويحفظه لنا من كل سوء.
سر تميز المليك
يقول حسين الفيفي المشرف على وحدة الحاسب بالملحقية الثقافية بكندا:
حينما عزمت على الكتابة عن عظيم من عظماء هذا العصر وهو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك الإنسانية والخير وعن بهجتي وسروري بعودته وقد توشح لباس العافية، أجريت سيرته العطرة في خلدي لكي أختار للقارئ واحدة من مناقبه التي تعجز أم الكتب والمجلدات عن حصرها والوفاء بوصفها والإبحار في مدلولاتها، ولذا فقد حبسني العي ووقفت محتارا من أيها آخذ ومن أيها أبدأ وبالذات وهي تستبق وتتنافس وتتزاحم في مخيلتي على أن تعنون باسمه وأن تنسب إليه وأن تخط ضمن صفحات سجله الوارف بالخير والعطاء والتميز.
وبعد صراع طال أيام استقر بي طيف مناقبه على سر تميزه في الورى الذي امتلك به قلوب شعبه وأمته والإنسانية جمعاء الذي تغنى به وأشاد فلاسفة وكتاب وعقلاء هذا الزمان ألا وإن ذلك ما تميز به من «شفافية وتواضع». تقرأ هذه الشفافية من خطاباته المقروءة أو كلماته المرتجلة التي ألقاها في عدة مناسبات وسأكتفي بموقف واحد في كل من الشفافية والتواضع لضيق متسع المقام من محاولة حصر تلك العبارات ومدلولاتها العظيمة. ومن عقر داري فيفاء الوفاء بمنطقة جازان أقف بالقارئ عند كلمته أثناء حفل الاحتفاء بمقدمه الكريم لمنطقة جازان في زيارته الثانية التي قال - حفظه الله - من ضمن كلمته الضافية آنذاك»: إن المنطقة قد لحق بها تقصير في السنوات الماضية نعلمه ونعتذر عنه ونعد بتغييره - وما هي إلا ثوان معدودة - حتى أعلن اعتماد عدة مشروعات تنموية منها المدينة الاقتصادية بجازان وجامعة جازان والمدينة الجامعية وخمسمائة ألف وظيفة - وهذا قليلُ من كثير مما أعلن حينها أو بعدها».
أيها القارئ الكريم سنغوص معاً في مطوي تلك العبارة من معان ومدلول وأثرها الكبير على المستمع من أبناء المنطقة - عبارة شافية رممت كل تقصير وزاد تأكيد الصفاء ما اعتمده للمنطقة من مشروعات. إن ثقة أهالي منطقة جازان فيه جينة ضمن الجسد، جسدتها فرحتهم الغالية بمقدمه وأصلها في شرايينهم تلك الكلمة وما حوته من اعتذار ومشروعات تنموية اعتمدت. وهذا شأنه مع رعيته في كل مناطق المملكة.
أما التواضع فلا عجب إن كان ديدنه ولسان قوله وفعل يده، فهو خريج مدرسة الورع والتقى مدرسة المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، التي غرست في تلميذها نهج الإمام وطيب سجاياه ولا عجب إن قلنا إن هذا الشبل من ذاك الأسد.
والعبارة التي استهوتني وأسرت عقلي وحلقت في خيالي كانت إحدى عبارات التواضع المعهودة عنه التي وجهها إلى مستقبليه عند عودته إلى المملكة بعد رحلة علاجية طالة أشهر في الخارج، قال في كلمات ملؤها التواضع «بودي أن أسلم عليكم ولكن اعذروني» قالها وهو يصارع ألمين - ألم المرض وألم الشوق الذي لا يطفئه إلا عناق الأحبة، فكادت أفئدة الحاضرين أن تتفطر لوعةً وردت ولسان حالها يقول «عذرك الجميل - يكفينا عودتك فينا حبيباً محترماً».
وبما حباه الله به من أسلوب فريد جمع خصالاً كثيرةً قلما اجتمعت في رجل واحد تربع على عرش الشفافية والتواضع، استطاع بذلك أن يتخطى كل النزاعات وأن يرمم كل تقصير وأن ينفذ كل أمل وأن يصلح كل خلل، وهذا ما أكده الزمان منذ توليه عرش الحكم، بل مكّنه من أن يرسو بسفينته مرسى الوئام والمحبة حينما سرى في رعيته العدل والرحمة وصنواهما الكرم والعطاء.
من مثل هذه القيم والمواقف يعترف الدهر بأمثاله ممن صنعوا لأنفسهم المجد التليد ولأوطانهم، وبمثل هذه المبادئ والأخلاق يجب أن تبلور وتمنهج عقول أبنائه المبتعثين. سائلين المولى القدير أن يديم عليه لباس العافية وأن يكلل على يديه طموح أمته وشعبه.