ها هو مليكنا المفدى خادم الحرمين يطلق حزمة من الأوامر الإصلاحية التي تصب في صالح المواطن، وها هو تنفيذها الفوري والسريع قد آن أوانه بلا أي تلكؤ أو إبطاء من قبل كل مسؤول منوط به تنفيذ هذه الأوامر- القرارات، وذلك لأن التلكؤ يعني تراكم وتفاقم احتياجات الناس ما يعني أن التقاعس في تنفيذها يعد إهمالاً حقيقياً للأمانة ينعكس ضررها على الوطن، بل يجب أن يحاسب كل مسؤول لا ينفذ هذه (الأمانة - القرارات) بحذافيرها امتثالاً لقرارات ملك البلاد؛ إذ ليس فوق هذه الإرادة إلا إرادة رب العالمين. ولعل من أهم القرارات التي يحتاجها المواطن وبالسرعة القصوى هو حل مشكلة البطالة حلاً شاملاً كاملاً إما بالتوظيف الفوري للشباب أو دفع معونة مؤقتة للعاطل حتى يجد العمل الذي يجيده.
ويجب أن يحدد مقدار هذا المبلغ وصرفه دون إبطاء. كما أنه بات من الضرورة كحل جزئي هو ضخ مبالغ كبرى في سوق الأسهم وإعادة العافية إلى ذلك السوق ليتمكن الشباب وأصحاب الدخول المتدنية من تحمل أعباء الحياة شريطة أن يرافق ذلك ضبط للأسعار ومعاقبة من يتلاعب بأرزاق الناس ولعل الشفافية وظهور المسؤولين عن تنفيذ هذه القرارات في وسائل الإعلام كفيل بإلزامهم بالإسراع في التنفيذ والمتابعة من خلال هيئة الرقابة والمتابعة وإعطاء هذه الهيئة الصلاحية المطلقة لمتابعة حزمة أوامر المليك حفظه الله. أما فيما يخص الإصلاح كشأن عام فإننا نعتقد أن هنالك لجنة (لمكافحة الفساد) على مختلف الأصعدة وقد آن الأوان لتفعيل دور هذه اللجنة ومنحها الصلاحيات في المتابعة والتحقيق والرفع إلى المقام السامي.
يبقى القول ونحن نشاهد سهام النار تتقادح حولنا من كل صوب أن نرفع (ترس الوطنية) فوق رؤوسنا ونضمها إلى بعض لتتكسر فوقها تلك السهام وتطيش في الهواء لأن تلك التروس إذا ما تجمعت تصبح درعاً هائلاً من الفولاذ يحمينا من نيران الفتنة وسهام الحقد وهذا الدرع ما هو إلا لتمسكنا بالوحدة؛ إذ ليس لنا سواها من نجاة تماماً كما نتمسك بالعروة الوثقى والدعاء إلى العلي القدير أن يحفظ مملكتنا الغالية من كل شر ومكروه وكذلك سائر بلاد المسلمين.