عندما اهتز العالم العربي بسبب الثورات والتغيير بدأ البعض يعود للماضي إلى زمن الدولة العثمانية ليحمل العثمانيين كل الويلات وكأن الاستعمار الأوروبي مرحلة إصلاح وتصحيح... الاستعمار الأوروبي قاد الثورة العربية ليحل مكانها ويعود بالعرب على مئات السنين... وبلادنا المملكة العربية السعودية عاشت بفضل الله ثم بفضل قيادها الكريمة وصحرائها عصية على الاستعمار وهي اليوم ستكون عصية على طموح الغزاة أيا كان موقعهم وتمركزهم حين حاول البعض جرها تاريخياً عبر إحياء الماضي في داخلها, حيث كانت بلادنا جزر من الرمال والحجارة معزولة عن بعضها ومدنها مسورة ومحاطة بالخنادق والعالم لا ينظر إلينا إلا طريقاً للقوافل الصحراوية أو ممرات مائية لعبور السفن والبواخر من اجل الربط مابين المحيط الهندي وتجارة القارة الهندية ومياه بحر العرب وشرق القارة الإفريقية وربطها مع محورين: هما البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى أوروبا ومن بلاد الرافدين ومنه إلى تركيا وآسيا الوسطى.
أما هذا الشعب الذي يعيش على خلجان الخليج والبحر الأحمر وفي امتداد جبال السروات ورمال النفوذ الكبير والدهناء والربع الخالي فلا يعني أي شيء للغازة مايعنيهم تجار التوابل وحراسة شواطئ الخليج ومضايق البحر الأحمر...
نحن في السعودية اليوم لنا كيان سياسي متجذر وشعب كريم وجغرافيا متماسكة وتاريخ عريق لا نقبل الوصاية من الآخر.
بلادنا السعودية بقيادتها الغالية وشبابها الذي عمر الجامعات أو امتلك زمام مبادرة الإدارة والتعمير والتطوير لديهم طموح ينطلق من حب الأرض والقيادة الكريمة وسجل الآباء ودماء الأجداد التي عملت مع الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله في توحيد البلاد ونقلته من رمال وصحاري وحرات وتهامة وسروات وأقواز وحافات صخرية إلى جغرافيا وطبوغرافيا متعاشقة مع بعضها متراصة في حميمية تجعلنا نحن أبناء البناة وأهل المعمار الأوائل أكثر حرصا وتمسكا بالأرض وقيادة البلاد... فالآن نحن نضع لبنة جديدة من طوب البناء من خلال تماسكنا والدعوة إلى حب الأرض ورفض أي شكل من أشكال الفوضى ودحر الدعوات التي تجر إلى الفتن... فهذا الجيل أكثر فهماً من غيره لأنه رأى وتحدث إلى الأجداد والآباء المؤسسين وعاش التغيرات السياسية المحيطة ببلادنا من معارك التحرير الصعبة ضد الاستعمار الغربي والحروب الطاحنة في الانفصال والثورات والانقلابات وما يتبع ذلك من الانحسار الاقتصادي وجر الدول إلى الفقر والجهل, لذا علينا أن نكون رباط الجأش ومنظم لضربات إيقاع الزمن حتى تمر العواصف ونخرج مع بلادنا بأقل الخسائر.