يتساءل المسافرون على الطرق البرية، عن استبداد الشاحنات الذي لم ينتهِ يوماً. فمنذ عرف هؤلاء الناس أنفسهم، وتلك الشاحنات هي سيدة الموقف. تسير بالسرعة التي تشاء،
وتتجاوز بالوقت الذي تريد، دون حسيب أو رقيب، والدليل أن أحداً لم يشاهد يوماً دورية مرور أو أمن طرق أو شرطة، توقف شاحنة، وتحرر لها مخالفة. فإذا كان تجاوز السرعة هو المقياس الوحيد لتغريم المركبات، فهذه الشاحنات لا يمكن لها أن تتجاوز السرعة، لكنها إذا تَعَدَّتْ شاحنة أخرى على طريق سريع، وإذا لم تثبِّت حمولتها، وتركتها تعرض من وراءها لخطر مميت، وإذا كانت المحروقات أو العوادم تتناثر منها، فإن هذه كلها ليست مخالفات، في نظر القائمين على سلامة طرقنا!!
إن مسؤولي الإدارة العامة للمرور وقيادة أمن الطرق، يحتاجون إلى تغيير أنماط تفكيرهم، بحيث يضعون تصوراً شاملاً لحماية الطرق البرية والطرق السريعة الدائرية، من طغيان الشاحنات ومخالفاتها الصريحة للأنظمة المرورية الخارجة عن تجاوز السرعة، والتي قد تهدد الآخرين، أكثر من تجاوز السرعة. ولو ينشر المرور وأمن الطرق مركبات سرية، تراقب الشاحنات داخل وخارج المدن، لخاف أولئك السائقون الأجانب، الذين تشعر أن الواحد منهم يريد أن يتحدى ويهين كل قائدي المركبات الأخرى، لأنه يدرك تماماً أن لا رقابة عليه!! وهذا الاقتراح هو حل مؤقت، إلى حين البدء في مراقبة الطرق إلكترونياً، وليس عبر «فانات» ودوريات مختبئة خلف الطعوس!!