في الوقت الذي أثبتت فيه المنظومة الأمنية للمملكة، قدرتها على التعامل مع أصعب المواقف، والتي استهدفت - فيما مضى - أمنها، ومقدراتها، وذلك - من خلال - إحباط آلاف العمليات التخريبية، وتفكيك المخططات الإرهابية؛ للحفاظ على أمن الوطن، والمواطن. فإن توقيت بيان هيئة كبار العلماء، الذي أتى مباشرة بعد بيان وزارة الداخلية، هو -
بلا شك - توقيت مهم؛ من أجل التحذير من الانزلاق في فوضى المظاهرات، التي قد تخدع البعض، وتنتهي بهم إلى مآلات غير حميدة.
الأحداث التي تدور من حولنا، بمعطياتها، وتحدياتها، إن على المستوى الدولي، أو الإقليمي، ولدت انطباعاً سيئاً، وجرّت - بلا شك - إلى نتائج غير مرضية، بل أساءت إلى العيش المشترك، وهدّدت صبغة العيش الواحد. - إضافة - إلى ما رأيناه من مناكفات سياسية، وحروب كلامية، مما جعلتها رهينة في كل الأحوال، تحت رحمة الوصاية الخارجية. في المقابل، رأينا كيف أدت تلك الأحداث في الداخل، إلى تحكيم لغة العقل، والحكمة، والتأكيد على مدى التلاحم بين جميع مكونات الشعب، استلزم منه اتفاقاً في الرأي، ووحدة في الصف.
إن تفويت الفرصة على الأجندة الخارجية، في ظل الظروف الراهنة، يتلخص في حب الوطن، واحترام نظامه، والالتفاف حول قادته، وعلمائه؛ حتى لا يُستغل من أي جهة خارجية، - لا سيما - ونحن نشهد تمدداً لأجندة مشبوهة، تريد العبث بأمن المنطقة، ومقدراتها، وتتربص شراً بالمسلمين، ووحدتهم، والوصول به إلى مفترقات خطيرة، تبدأ بإثارة الفتن، والقلاقل، وتنتهي بفرض الوصاية. - ولذا - كانت مفردات البيان الرسمي لوزارة الداخلية، - ومثله - الشرعي لهيئة كبار العلماء، واضحة، وصريحة، لا تحتمل التأويل، أو التشكيك، في أن تنظيم المظاهرات، والاعتصامات، والنزول إلى الشارع، هو نوع من المس بالدين، والعبث بأمن الوطن.
المواطن، هو رجل الأمن الأول، فأمنه من أمن الوطن، والعكس صحيح. ودوره كشريك في الأمن، والأمان، لا يقل عن دوره كشريك في البناء، والعطاء. وعندما يراعي كل مواطن، الحفاظ على الأمن، والاستقرار، والبعد عما يثير الفرقة، والانقسام. - إضافة - إلى حماية النسيج الأمني، سيراعي تلك المكتسبات، والمنجزات، وما تحقق له من إصلاحيات اجتماعية، واقتصادية، وتنموية على أرض الواقع.
إن النظرة العقلانية، والثاقبة، تستوجب الحفاظ على وحدة الصف الوطني. وهو خيار مصيري، لا يجوز العبث به. فالأمن مطلب شرعي، وضرورة حياتية، وسعادة ينشدها الجميع. يجب تربية الناس على احترامها، وتقديرها، حتى تتوارى نوازع الشر، والعدوان فيه.