صدرت للكاتب أحمد الواصل عن دار الفارابي رواية جديدة وعنوانها الرئيسي «وردة وكابتشينو» والفرعي: «حرائق الوسيم جمرات الأيام المذعورة»، مكونة من خمسة فصول: «جمرة الفيض، جمرة النبأ، جمرة الأنفاس، جمرة العفق، جمرة المقام».
تقدم الرواية صورة عن عائلة سعودية تمثل زيجات الطبقة الوسطى بين منطقتين مختلفتين (نجد والحجاز) تعود أسباب المصاهرة بين هاتين الأسرتين منتصف القرن العشرين، وما انعكس عليه من تمازج البيئة وتاريخها وعاداتها بالإضافة إلى أنها تطرح هموم جيل بين مرحلتين. يعد هذا الجيل الذي تأخرت استحقاقاته الاجتماعية والتنموية والسياسية مأخوذاً بحياة الظل وانعدام تمرده في الظاهر.
يمثل أبطال الرواية صورة عن تباين الوعي الحاد وتجاذب «إيديولوجيا الظل» بإعادة النظر في قيم الحياة لما بعد الحداثة في بناء الهوية الذاتية ومتطلبات الرغبة الإنسانية ومكونات الثقافة الاجتماعية. يقود المصير غير المتوقع هذه الشخصيات إلى الجهة المضادة في الدين والجنس على خلفية الصراع مع الاستعمار الجديد باحتلال الولايات المتحدة للعراق.
ومن الرواية هذا المقطع:
(..»هاملت النجدي: قراءة في ظواهر نفسية» هذا هو الكتاب الذي أهْدَتْني إيَّاه لَمْياء هو باكورة مؤلفاتها في تخصُّصها بعد عودتها من لندن وإبراهيم، تحلِّل فيه أشخاص ترمز لأسمائهم بحروف مختصرة. كأن تقول: «..هذه حكاية السيدة (د.ع) في منتصف العمر متزوجة وربة منزل منذ أحد عشر عاماً تخبرني بأنها تعاني من حلم يراودها كل يوم عن جرم سماوي يسبق مجيء القمر بعد غروب الشمس مقترباً من نافذة غرفتها، وكلما دنا تتَّضح صورة امرأة شابة وجميلة شعرها طويل ومنسدل على كتفها تلبس فستاناً أحمر مشعاً، لكنها مائلة العنق حزينة وشاردة تحمل غصناً مقطوعة وردته تحاول أن تحسن إعادة الوردة إلى رأس الغصن وتفشل..، وأنها تنهض فزعة بجبين متعرِّق، فتجد زوجها نائماً لا بجانبها على السرير بل على الكنبة..، فكما ترون أعزائي القراء هو أن هذا الحلم يحتوي على ثلاثة أمور مهمة لتعلل الحالة التي بين أيدينا هي:الجرم الذي يأتي غير القمر والشمس، والشابة الجميلة التي تبدو عمياء، والفستان ذو اللون الأحمر. تعطينا وضعاً غير متزن لحياتها بين غروب الشمس ومجيء القمر، والمرأة هي صورتها لا ترى سبب عزوف زوجها عن النوم بجانبها، والوردة المقطوعة ولون الفستان..»).
الجدير ذكره أنه صدر للواصل خمسة مجاميع شعرية آخرها « أهوال الصحو»(2009) بينما صدرت له كتب نقدية عدة آخرها « تغني الأرض»(2010) و» ما وراء الوجه « (2010). بالإضافة إلى روايته الأولى « سورة الرياض»(2007) عن دار الفارابي التي حققت أعلى مبيعات في معرض الكتاب الدولي بالرياض 2008. وقد منحت جائزة الرواية من مؤسسة الصدى للصحافة والنشر 2005-2006 بالإمارات العربية المتحدة قبل نشرها.