بريدة - خاص بـ(الجزيرة) :
دعا أستاذ الفقه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم الدكتور فهد بن عبدالله بن محمد العُمري إلى احترام المرأة المسلمة في جميع المجالات الخاصة بها، ورفض العنف بجميع أشكاله الذي ما زالت تعاني منه المرأة في بعض المجتمعات، ومن ذلك العنف الأسري، والاستغلال الجنسي، والتصوير الإباحي، والدعارة، والاتجار بالمرأة، والمضايقات الجنسية، مما هو ملاحظ في كثير من المجتمعات التي تمتهن المرأة، وتتنكر لحقوقها الشرعية التي منحها لها الشرع الإسلامي وطالب بمنع جميع أشكال استغلال المرأة في وسائل الإعلام، والإعلان والدعاية، المسيئة للقيم والفضائل، مما يشكل تحقيراً لشخصية المرأة، وامتهاناً لكرامتها.
جاء ذلك في حديث لفضيلته عن دور المرأة في تنمية المجتمع المسلم، لافتاً في مستهل هذا الحديث إلى أن من أهم أهداف الشريعة الإسلامية بناء مجتمع متكامل يكون فيه لكل من الرجل والمرأة دور في عملية البناء والتنمية، وقد أعطى الإسلام المرأة حقوقها كاملة على أساس ينسجم مع شخصيتها، وقدراتها، وكفاءتها، وتطلعاتها، ودورها الرئيس في الحياة.. وقد أكد القرآن الكريم، والسنة النبوية، على وحدة الأمة الإسلامية بعناصرها الحيوية، فلكل من الرجل والمرأة شخصيته ومكانته في المجتمع المسلم.
وقال: إن الأسرة المسلمة لا بد أن تقوم على الزواج الشرعي بين الرجل والمرأة، ولذا؛ فالشريعة ترفض أية صورة مزعومة أخرى للأسرة، كما ترفض أية علاقة بديلة خارج هذا الإطار الشرعي، وأن الأمومة إحدى وظائف المرأة الطبيعية في حياتها، ولن تستطيع أداء هذه الرسالة النبيلة على أحسن وجه، وتكوِّن الأجيال القادمة، إلا إذا حصلت على جميع حقوقها الإسلامية، لتقوم بمهمتها في مجالات الحياة الخاصة بها.
واستنكر الدكتور فهد العُمري بشدة منع المرأة المسلمة من الالتزام بدينها، وإقامة شعائره، وما فرضه الله تعالى عليها من الحشمة، والحجاب.. مطالباً بجعل مؤسسات التعليم النسائي بجميع مراحله منفصلاً عن تعليم الرجال، وخاصاً بحقوق المرأة المسلمة المشروعة.
وقال: إن الرجل والمرأة متساويان في الكرامة الإنسانية، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الآية، فكما أن للرجل من الحقوق والواجبات المنوطة به، كذلك للمرأة من الحقوق وعليها من الواجبات ما يلائم فطرتها وقدراتها وتكوينها الخلقي.. فالرجل والمرأة متكاملان في المسؤوليات المنوطة بكل منهما في الشريعة الإسلامية حسب صفاتهما الطبيعية المتفاوتة.