|
الجزيرة - الخبر
شهد أمس الخميس اليوم الثالث من أيام بطولة القوات المسلحة الرياضية في دورتها الرابعة عشرة التي حملت شعار «شهداء الواجب» ختام منافسات لعبة التايكوندو، في صالات مدينة الملك فهد العسكرية بالشرقية. وكانت تصفيات اليوم الأول منها (الأربعاء) حسمت إجمالاً لصالح القوات البرية بحصاد ميداليات ذهبية بلغ ثلاث ميداليات، حسمها أبطال البرية في اليوم الأول، فيما فازت القوات البحرية بذهبية وزن 87 كيلو لمنافسات هذا اليوم.
عوامل كثيرة وقفت وراء نجاح أبطال القوات البرية وفوزهم بذهب البطولة، منها اختيار معظمهم من لاعبي المنتخبات العسكري والوطني والشباب، ومنها ما تحدث عنه اللاعبون أنفسهم؛ إذ أرجع كثير منهم الفوز إلى مدربهم خالد بازرعة ومساعده ناصر البلوي.
ذهبية 54
البطل سعود منير المطيري من القوات البرية الحاصل على ذهبية وزن تحت 54 كيلو بدت عليه الثقة الكبيرة وأكد أنه دخل البطولة بروح عالية ولم يكن منشغلا كثيرا بأي من المنافسين، لكنه في الوقت نفسه أكد أن هذا لا يعني أبداً أنه استهان بأحد من المنافسين، «فقد اعتدت في جميع المنافسات التي أخوضها أن أحسب حساباً لكل منافس وأن أحترمه وأن ألعب بجدية حتى آخر ثانية مهما كانت النتيجة، فهذا من أهم عوامل حسم البطولات الكبيرة من هذا النوع.»
وللبطل سعود منير المطيري سجل مشاركات في أكثر من بطولة عسكرية ومحلية ودولية؛ إذ شارك في بطولة العالم عام 2008 ووصل فيها إلى دور الثمانية قادماً من الدور 64، وحاز على فضية بطولة آسيا عام 2010 وحصل على ذهبية بطولة الخليج، وذهبية بطولة العالم للأندية في البحرين، وبرونزية دورة الألعاب العربية في مصر.
وعن رأيه في البطولة أوضح المطيري أنها تجمع أفضل لاعبي المملكة في جميع القطاعات وهذا ما يكسبها قوة كبيرة. وعلى الرغم من أن نظام البطولة نظام دوري يتيح للمهزوم إمكانية التعويض إلا أنني ولله الحمد لم أحتج إلى الاستفادة من ذلك فقد تجاوزت لقاءاتي كلها بفارق كبير.»
ذهبية 68
فيما بدت على البطل غازي الأسمري من القوات البرية مشاعر ارتياح كبيرة بعد فوزه بالميدالية الذهبية في وزن 68 كيلو، مؤكداً أن استعداده للبطولة كان مكثفا ً «نظراً إلى صعوبة الوزن الذي كنت ألعب تحته، فالمنافسة في وزن 68 كانت كبيرة نظرا إلى وجود منافسين أقوياء لهم رصيد كبير من المشاركات السابقة، فعلى سبيل المثال كان بين المنافسين بطل مثل اللاعب غالي المطرفي من قوات الدفاع الجوي، فهذا اللاعب له ما يزيد على عشر سنوات كان خلالها لاعباً أساسيا في المنتخب العسكري، وقد لعبت معه وفزت عليه ولله الحمد بفارق نقاط كبير إذ حسمت لقائي معه بفارق 13/ 2 ولا أخفيك فقد كانت هذه مباراة الحسم بالنسبة لي، وأكثر المباريات التي كنت أحسب لها الحسابات في البطولة، لكن بتوفيق الله كانت النتيجة أكثر مما توقعت وكلل الله سبحانه وتعالى جهودي وجهود المدرب الكابتن خالد بازرعة ومساعده الكابتن ناصر البلوي بالنجاح.»
وعن مستوى البطولة قال البطل الأسمري إنها أقوى من بطولة المملكة، وأرجع ذلك إلى أن معظم المشاركين فيها من لاعبي المنتخبين السعودي والعسكري، «والدليل على قوة البطولة أن نتيجة كثير من لقاءاتها لم تحسم حتى اللحظات الأخيرة للندية التي كانت بين اللاعبين وتوافر عنصر الخبرة لدى الجميع وأيضاً لتقارب المستويات.»
ذهبية 74
أما البطل سند عيد ناصر الدوسري، من القوات البرية الحائز على الميدالية الذهبية في وزن 74 كيلو فحدثنا جالساً ويده على ركبته من جراء إصابة في الركبة لم يتضح بعد مدى خطورتها تعرض لها في المباراة الأخيرة، لكنه كان متفائلاً بأنها لن تكون بالغة «إن شاء الله».
اللاعب الدوسري الذي سبق له الفوز بذهبية بطولة المناطق على مستوى المملكة وشارك أيضاً في عدد من البطولات الداخلية أوضح أنه بدأ الاستعداد للبطولة مع المعسكر قبل نحو شهرين من انطلاق المنافسات التي وصفها بالقوية والجدية «لكننا ولله الحمد استعددنا لها استعدادا كبيرا وكان تركيزنا عالياً، وقد ساعدنا على ذلك بشكل كبير توجيهات مدربنا الكابتن خالد بازرعة الذي كان كلمة السر فيما تحقق لنا من فوز نتعشم أن نكون أرضينا به قيادتنا وجمهور البرية من الزملاء الأعزاء الذين كان لوقفتهم معنا وتشجيعهم لنا دور كبير، ولا يفوتني أبدا أن أذكر جهود مساعد المدرب الكابتن ناصر البلوي الذي كان بمثابة الأخ الأكبر للجميع.»
وفي لفتة إنسانية تعكس روحاً رياضية أصيلة سادت أجواء البطولة وكانت وراء ما ساد البطولة من أجواء حميمية بين اللاعبين، قال البطل الدوسري: «إنني أهدى هذا الفوز إلى زميلي من قوات الدفاع الجوي اللاعب هاني المطرفي الذي انسحب من لقائي معه لداعي الإصابة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يشفيه ويعافيه.»
ذهبية 87
فيما تعشم البطل إدريس هوساوي من القوات البحري الحائز على ذهبية وزن 87 كيلو أن يكون فوزه بهذا الوزن وحيازته الميدالية الذهبية فاتحة خير له للمشاركة في بطولات عسكرية ودولية مع المنتخب الوطني والمنتخب العسكري، «فقد شاركت أكثر في مرة في أكثر من معسكر للمنتخب الوطني والمنتخب العسكري، لكنني لم أوفق في المشاركة في المنافسات، وأتعشم بعد هذه الميدالية الغالية أن أوفق في المشاركة في البطولات المقبلة.»
وعن مشاركاته المحلية قال البطل إدريس هوساوي إنه شارك في أكثر من بطولة منها بطولة المملكة وبطولة النخبة وبطولة الهيئات «وكلها أحرزت فيها المراكز الأولى ولله الحمد وحصلت على الميداليات الذهبية.»
وأوضح هوساوي أنه بدأ الاستعداد للبطولة قبل المنافسات بشهر تقريباً، مؤكداً أنه لم يكن لديه أي قلق من المشاركة في المنافسات «فبعد فضل الله لدي من الثقة في نفسي وأدائي الكثير الذي جعلني أدخل هذه المنافسات وأنا مطمئن، وقد لعبت بأريحية ولم أواجه صعوبات تذكر في خوض المنافسات.»
وختم البطل هوساوي حديثه منوهاً بالجهود الكبيرة «التي بذلها معنا مدرب الفريق الكابتن عبدالله عسيري، فقد كان بحق نعم الأخ والأب والصديق، إذ نجح في التواصل نفسيا وإنسانيا معنا وفهم نفسياتنا وعرف كيف يضعنا في الأجواء المهيئة للنجاح والفوز، ولا أنسى أيضا الجهود الكبيرة المشكورة التي بذلها معنا مساعده الكابتن فهد الدويسان، فقد كنا بحق محظوظين بوجودهما معنا واستفدنا كثيرا على المستوى الفني من التوجيهات الفنية العالية التي كانت سببا رئيسا فيما تحقق لي ولزملائي من نجاح.»
بازرعة كلمة السر
ثم التقينا الرجل الذي كان جميع أبطال البرية الذي حصدوا ذهب البطولة يشيرون إليه بأصابعهم مؤكدين أنه كان كلمة السر فيما حققوه من نجاح غير مسبوق، فحسبما أفاد كثير من اللاعبين هذه هي المرة الأولى منذ عشر سنوات التي يحصل فيها لاعبو القوات البرية على هذا العدد من ميداليات البطولة. لكن خالد بازرعة مدرب فريق القوات البرية للعبة التايكوندو لم ينسب ذلك إلى نفسه بل إلى «الرجال الذي كانوا معي في البطولة فقد وفوا وعدهم لي وكانوا بحق رجالا وعلى قدر المسؤولية وأثبتوا أنهم أهل للثقة وأن اختيارهم ليمثلوا القوات البرية لم يكن من فراغ.» وأشار بازرعة إلى أن اختيار اللاعبين «كان مهمة صعبة، فقد اخترناهم من أندية كبيرة وهم لاعبون كبار ولهم إنجازاتهم وحتى من لم نخترهم كانوا لاعبين كبارا ولهم
إنجازاتهم، إلا أنه كان علينا أن نختار وكان الاختيار صعباً، إلا أن النتائج اليوم تؤكد أنه أيضا كان اختيارا موفقاً. لا أخفيك لقد قسوت جدا على هذه المجموعة في التدريبات لكنهم كانوا رجالا وصمدوا حتى حققوا ما جاؤوا من أجله إلى هذه البطولة، وحصدوا الذهب.»
وعن الصعوبات الفنية التي واجهت الكابتن خالد بازرعة أفاد بأن العقبة الكبرى كانت تغير أنظمة التحكيم في البطولة، «فلم تعد النقاط تحتسب اجتهادياً عن طريق حكم المباراة، فالتحكيم أصبح إلكترونياً، وأصبح على اللاعب أن يحرص على توجيه مشط القدم إلى مكان الدائرة الإلكترونية المثبتة في قميص اللاعب المنافس حتى تحتسب الضربة، وهذا احتاج منا إلى وقت كبير وجهد كبير وتركيز عال من اللاعبين للتدرب على هذا الأداء الجديد الذي يضمنون به احتساب النقاط حتى يفوزوا بالمقابلات، ولقد وفقنا ولله الحمد، واجتزنا هذه العقبة.»
وعن علاقته باللاعبين عبر الكابتن خالد بازرعة بالقول:
«هؤلاء إخوتي وأبنائي وليسوا بالنسبة لي فقط لاعبين عاديين، فهذه البطولة كانت فرصة لنمو مشاعر إنسانية عالية جمعت هذا الفريق المميز الذي أعتز به، وأظنني اليوم قد وضعته على القمة وبقي عليهم أن يحافظوا عليها، سواء بقيت معهم أو تولى المهمة غيري من المدربين.»
روح عالية
فيما ركز البطل إبراهيم أحمد مسهي من القوات البرية الحائز على المركز الثاني والميدالية الفضية في وزن 87 كيلو على الروح الأخوية الجميلة التي جمعت جميع لاعبي الفرق المشاركين في البطولة، مؤكدا أن المنافسة كانت شريفة إلى ابعد حد «والروح بين اللاعبين
كانت عالية ورياضية، ولم تكن بيننا وبين إخوتنا اللاعبين أبدا تلك الخصومة المعهودة بين المنافسين، فكلنا خارج البساط إخوة وأصدقاء وكثير منا زملاء في أندية ومنتخبات فنحن مجتمع رياضي متحاب بمعنى الكلمة.» وكالعادة تقدم الكابتن خالد بازرعة القائمة التي وجه إليها البطل مسهي الشكر، لكنه عاد فثنى بمساعده الكابتن ناصر البلوي وإداري الفريق فيصل عقيل والنقيب إبراهيم محمد الدقدقي مدير لعبة التايكوندو بالقوات البرية مثنيا على جهوده وروحه الجميلة.»