صاح الابن بصوت مرتفع يعلوه الأمل والرجاء من الله سبحانه وتعالى منادياً والده شاكياً له حالته ومعاناته من ترهل البدن والإرهاق المتواصل وتسارع دقات القلب وآلام المفاصل وضعف العضلات وغيرها من تأثير البدانة الزائدة عن المستوى الطبيعي, وكذلك المراجعات المستمرة للعيادات الصحية المختلفة.
فرد الأب في ألم ورحمة لابنه الذي لم يدخر جهداً في سبيل مساعدته وحل مشاكله الصحية من أثر البدانة الزائدة، هذا الابن الذي في عمر الزهور حيث الحركة الدائمة والسعادة والابتسامة إذ إن عمره لا يتجاوز السادسة من سن الطفولة البريئة والإشراقة والأمل لمستقبل زاهر قائلاً: ابني الحبيب حالك في مخيلتي دائماً لم أنساها، ثم أطرق الأب يفكر وبعدها قرر أن يتجه بعد الله سبحانه وتعالى إلى المدرسة غداً صباحاً لمدارسة حالة ابنه مع معلم التربية البدنية بالمدرسة والتي ستفتح أبوابها غداً لاستقبال أبنائها الطلاب في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد. وعندما جاء الغد كان الأب من أوائل الواصلين للمدرسة في الصباح الباكر وقبل اصطفاف الصباح شاهد معلم التربية البدنية في حركةٍ دؤوبة ونشطة في سبيل استقبال أبنائه الطلاب والتحضير لاصطفاف الصباح في ابتسامة مشرقة ورضا بعمله المحفز لأبنائه الطلاب. فوقف الأب ينظر ويتابع هذا النشاط والحركة المتواترة من معلم التربية البدنية في سبيل التهيئة العامة للمدرسة لإنجاز النشاط الأول وهو اصطفاف الصباح بشكل مميز وناجح، وبعد أن اصطف الجميع في الساحة بدأ النشاط بكلمات ترحيبية وتشجيعية متوجاً بالحراك البدني من خلال التمرينات البنّاءة والمفيدة لصحة البدن بشكل كامل. فسر الأب من هذا المنظر المتميز بالحيوية والحركة المستمرة وبدت السعادة والرضا من الجميع.
فاستأذن بعدها الأب من معلم التربية البدنية أن يجلس معه ويروي له قصة ابنه وحالته الصحية المعتلة بسبب البدانة الزائدة. فرحب المعلم بالأب وصحبه إلى غرفة التربية البدنية وبعد أن استمع المعلم لقصة الابن طمأن الأب على حالة ابنه وطلب منه المبادرة بتسجيل ابنه بالمدرسة للانضمام مع زملائه في العام الدراسي الجديد، فرد الأب في حيرة ؛كيف أفعل وهو على تلك الحالة ؟ فقاطعه معلم التربية البدنية لا عليك سأضع له برنامجا رياضياً خاصاً لأجل معالجة حالته الصحية في غضون أسابيع قليلة بإذن الله من خلال ساحات وبرامج ونشاطات مادة التربية البدنية المتنوعة ثم قدم المعلم للأب بعد يوم من هذه المقابلة البرنامج المناسب لحالة ابنه..... لمساعدته في تخطي آثارها الصحية المترتبة عليها، فسر الأب من هذا البرنامج المتكامل والشامل لفائدة الجسم عقلياً ونفسياً وبدنياً المتضمن لنظام غذائي وصحي مفيد وبرنامج رياضي خاص. وبعدها بأسابيع وكما وعد معلم التربية البدنية عاد الابن بإذن الله إلى حالته الطبيعية المناسبة لسنه الزمني فسعد الأب والابن وحمدا الله على ذلك وشكرا معلم التربية البدنية على صنيعه داعيان له بالتوفيق الدائم.
محمد بن عبدالله الحمدان -معلم تربية بدنية -المجمعة
