كتب - نبيل العبودي

لم تكن الاستفزازات التي تمارس قبل أي مواجهة مهما كانت طريقاً لتحقيق الانتصارات خاصة عندما تمارس تلك الاستفزازات أمام فريق متمرس أصبحت الإنجازات والبطولات والكؤوس ديدناً له على مدى السنوات التي مضت ومنذ نعومة أظافره ككيان وناد عريق كالهلال الزعيم المتوج على كل الأصعدة والمناسبات، نعم تلك الاستفزازات التي يمارسها البعض قبل المواجهات الحاسمة لن تكون سبيلاً لتحقيق الألقاب والانتصارات كما يعتقد أصحابها.

ولعل المتابع لبعض الصحف المحلية الصادرة يوم أمس ومن خلال قراءة مسبقة للمواجهة الحاسمة مساء البارحة يعتقد أن النصر سيواجه فريقاً ليس الهلال.. الهلال الذي دائماً ما يسقط النصر في اختباراته الحقيقية.

ولم يتبادر إلى ذهن أولئك أنه الفريق الذي سيواجهه النصر هو الهلال.. الزعيم.. الفريق المتمرس في البطولات والألقاب حتى أصبح هو وإياها صنوين لا يفترقان.

ولم يعلم أصحاب العبارات الاستفزازية التي سبقت هذا اللقاء المهم الفارق الكبير والواضح بين الغريمين، فالهلال فريق بطولات وإنجازات دأب على تحقيقها في كل موسم وكل مناسبة. في حين أن النصر ما زال يبحث عن ذاته التي كلما اقترب منها جاء إلى فحص الهلال ليرسب في ذلك الامتحان.. نعم رسب النصر في كل مرة يحاول العودة من جديد للواجهة، فالهلال أصبح امتحاناً عسيراً على النصراويين الذين فشلوا في كل مرة عندما يدخلون معترك ذلك الامتحان الصعب حتى أصبح أمراً عسيراً عليه.. فمع كل اختبار حقيقي للنصر أمام الهلال يعود النصر من جديد لمحاولة لملمة الأوراق والبحث عن سبيل إلى العودة إلى الواجهة، فكانت النتيجة الدائمة التي ينتظرها النصراويون على صافرة النهاية في ذلك الاختبار هي عفواً لم ينجح أحد.

أما ما يحدث من الجانب الآخر من محاولات لايعاز محترف الهلال المحارب الروماني وأبرز المحترفين الأجانب في الملاعب السعودية خلال المواسم الأخيرة وهو نجم الهلال الروماني القائد داخل المستطيل الأخضر ميرال رادوي فأصبحت هي الأخرى محاولات يائسة لأنهم لم ينجحوا أيضاً فيها في بحثهم الحثيث عن سلامة لشباكهم التي دائماً يزورها في كل مواجهة تجمع الهلال بالنصر وإن لم تتكرر هذا الموسم كما حدث الموسم الماضي في لقاء الخماسية الشهيرة عندما اكتفى بزيارته لمرة واحدة فقط مساء البارحة واهدر جزائية كانت لو سجلت ستسير المباراة إلى خماسية أخرى أو تزيد ليضع نفسه متخصصاً في شباكهم، حتى وهم يحاولون بكل السبل البحث عن ابعاده بعد أن أصاب الغالبية منهم (فوبيا رادوي) التي كانت تحضر معهم في كل مواجهة بين الفريقين.

ولهذا نعود من جديد كما بدأنا ونكرر أن الاستفزازات التي تمارس قبل المواجهات لن تجلب الانتصارات عندما يكون الفارق الفني بين الاثنين واضحا ولا يحتاج إلى تبيان.