(من أحب شيئاً عُذِّب به)!
قد تبدو هذه العبارة غريبة بادئ بدء.
المعتاد أن الشيء الذي تحبه يريحك لا يتعبك، يسعدك ولا يشقيك!
لكن عندما نتأمل هذه المقولة للإمام العظيم فقهاً وأدباً وعلم نفس وتربية (ابن القيم) نجد هذه الكلمة صحيحة 100%.
ودونكم هذه النماذج للبرهنة على صحتها:
هؤلاء الذين يحبون (المال) ويصرفون كل وقتهم وصحتهم من أجل جمعه، إنما هم يُعذَّبون في سبيل جمعه وكنزه، وقد يخسرون صحتهم من أجله، وقد لا يدركون عذوبة التمتع به بسبب انشغالهم أو بالأحرى شقائهم في جمعه، أو يرحلون إلى بطن الأرض قبل سعادتهم بالملايين التي في حساباتهم.
وأولئك الذين يركضون خلف (المناصب)، وقد يبيعون من أجلها كل شيء، ينتابهم الضنى عندما لا يحصلون عليها وقد يصيبهم العناء حتى عندما يظفرون بها، لكن غيرهم مرتاح وهو في الصف الثاني أو الثالث!
وأنموذج ثالث من يعشق (هواية) خطرة من الهوايات الصعبة فإنه ينصب ويسهر ويلهث وراء هذه (الهواية) فيشقى بها ومن أجلها!
من هنا!
أجدني أرى أن هذه (المقولة) صادقة جداً، فإن من أحب شيئاً عُذِّب به!
اللهم لا تشقنا بما نحب
ولا تحببنا بما يشقينا من أشخاص أو أشياء
ومن هوايات أو أهواء!
التلفزيون وترسيخ القيم
في ظل المتغيرات الاجتماعية الكبيرة وبتأثير ثورة الاتصالات التي أضحت تؤثر بل وتشكل قيماً جديدة أغلبها يسيء أكثر مما يحسن.
من هنا يأتي دور الكلمة وقناة التلفزيون والمنبر لترسيخ القيم المضيئة التي تزرع السلام والطمأنينة في أفئدة الناس ولدى الأجيال الجديدة تحديداً.
إن على قنواتنا التلفزيونية المحلية أن تكثف من برامجها التي تطرح القيم النابعة من تعاليم ديننا، وشيم مجتمعنا، وإنني هنا أثمِّن للقناة الأولى برنامجها الجديد (مع التحية) الذي يطرح كل أسبوع إحدى القيم الجميلة التي تكاد أن تغيب من خطابنا الحياتي بسبب اللهاث المادي الذي يسرق الوقت والجهد والاهتمام، وقد لمست مدى المتابعة لهذا البرنامج الذي يسهم في ترسيخ القيم، ولقد لمست تعطش الناس لحضوره عندما شاركت في إحدى حلقات هذا البرنامج وكان موضوعها عن (الوفاء) وتلقيت عدداً من الأصداء الممزوجة بالشجن لتقلص (قيمة الوفاء) تلك التي أطلق (ابن المقفع) عليها (أم الفضائل). إنني من واقع رسالة هذا البرنامج أستشرف أن يكون لهذا البرنامج أشقاء يطرحون القيم بهدف الحفز إليها.. فنحن بلا قيم نكون هياكل بشرية. وأخيراً أحيي د. سعود المصيبيح وزملاءه على هذا البرنامج الجميل كجمال القيم.
الذمة
مصطلح (الذمة) وإبراؤها مصطلح إسلامي هو المفردة الأهم في مسائل النزاهة والعدل.
في الغرب يعادله النزاهة، لكن هناك بون شاسع بين المصطلحين.. (الضمير) فيه شفافية مع الإنسان نفسه ومراعاة للآخرين.. لكن (الذمة) معنى يتعلق بإبراء الذمة أمام الله ثم تأتي البراءة أمام البشر.
ولتحكيم بلادنا للشرع الإسلامي نجد هذا المصطلح الجميل والرائع يرد كثيراً في أنظمتنا، وفي تعامل الناس.
آخر الجداول
للشاعرة: هيفاء راشد الحمدان عن الوطن الأبهى
(عهدتك وجهاً صبوح المحيَّا
تزف التحايا إلى ناظريا
تُسِرُّ لنجدٍ بشوق الحجاز
فينتفض العشقُ غضاً طريَّا
وتهتف للجوف حَيِّ القصيمَ
وغَنِّ عسيرَ الأصيل الوفيَّا
وبُثَّ هواكَ إلى الوادعات
جبيلاً، وظهرانَ.. حيّا، فحيَّا)
فاكس 4565576