تبدأ المصائب عظاماً ثم تضمحل، والصبر الجميل يكون عند الصدمة الأولى، وما يلقاها إلا الذين صبروا - وهم ندرة من البشر - وهكذا تجيء المفاجآت المروّعة والكوارث المؤلمة التي لا ينفك منها مجتمع أو أسرة أو فرد، ويتفاوت أثرها من حادثة إلى أخرى، وقد كان لي شعور مختلف عندما تلقيت نبأ وفاة ابن العم الشاب: عبد العزيز بن سعود بن عبد العزيز الماضي عن عمر يناهز الثامنة عشر.. إثر حادث مروري أليم، وأخذت أسأل نفسي وأنا العارفة بشغف أبويه العم عبد العزيز وأخي سعود والألم يعصر قلبيهما، وكيف كان صمودهما إيماناً بقدر الله وطلباً لمرضاته، وأيضاً تساؤلي عن والدته ومصابها من أثر الفاجعة والذهول الذي هزَّ مشاعرها وضاعف من تحسُّرها، وقد أدمى قلبها قبل نثر دمع عينيها، وتلك والله مصيبة كان أثرها بالغاً في نفوس أبناء الأسرة.
وإلى عمي وأخي وأختي أم عبدالعزيز أقول إن مصابكم كبير والمفاجأة مروعة، وقد منَّ الله عليكم بالثبات والإيمان الصادق.. أثابكم الله وعوضكم خيراً إن شاء الله.
وإلى الابن الغالي الفقيد عبد العزيز.. الذي شيِّع إلى مثواه وهو في سن الصبا والشباب مغفوراً له بإذن الله تعالى، أتضرع إلى العلي القدير أن يتولاه بمغفرته ورضوانه، وأن يجبر مصاب والديه.. إنه سميع مجيب.
نورة بنت عبدالله بن عبدالمحسن الماضي -جامعة الملك سعود