منذ ثورات التغيير التي هبت على الوطن العربي: تونس، مصر، ليبيا، اليمن، البحرين. أصبح واضحاً أن الشعوب العربية اتجهت إلى محطات التلفزة الإخبارية العربية والأجنبية الناطقة بالعربية...
التربية الإعلامية التي كان ينادى بها أساتذة التربية تراجعت وأخمد صوتها ليصبح طلاب المدارس بلا منهجية للتربية الإعلامية، والمجتمع غير متواصل مع نظريات وفلسفات أساتذة الإعلام والاجتماع ممن يطالبون بضرورة إيجاد تربية إعلامية لحماية المجتمع من ما يبثه الإعلام ومن أجل تقوية الفرز لديه حتى لا يكون حبيس آراء الإعلام.. في بلادنا تأخرت وزارتا التربية والتعليم، والثقافة والإعلام في تقوية جانب الانتماء ببرامج تربوية وإعلامية.
انشغلت وزارة التربية والتعليم بالنواحي الإجرائية وأهملت الجوانب التربوية التي يأتي على رأسها تكثيف الولاء والانتماء من خلال برامج مساندة تطرحها الوزارة بقوة.. كما أن وزارة الثقافة والإعلام تتحمل المسؤولية في انصراف شريحة كبيرة من مشاهديها إلى المحطات الفضائية الأخرى دون أن تربطهم بإعلامها.. اليوم نحن أمام جيل ينتظر من الوزارتين التربية والتعليم، والثقافة والإعلام برامج موسعة ومكثفة لتعزيز الانتماء والجذب من أجل تعميق الحس الوطني من خلال استيعاب جيل من الشباب متخرج لتوه من الجامعات في تخصصات: الإعلام والإدارة والعلاقة العامة والعلوم السياسية والحاسب والقانون، للعمل في الوزارتين لتولي أعمال تنفيذية، وفتح المساحة له ليقدم طروحاته ويخاطب جيله من الشباب ويطور أدواته ووسائله عبر الإعلام الجديد..
تأخر وزارة التربية والتعليم، ومعها وزارة الثقافة والإعلام في الوصول إلى أوسع شريحة شبابية يعني أن الوزارتين لن تحقق أهدافهما، مما يوجد التباعد مع هذا الجيل الناشئ الذي لابد أن يتلقى تربية إعلامية وجرعة مكثفة من الانتماء تمكنه من فرز مشاهداته الإعلامية ليكون خطًا أماميًا لوطنه.
الملك عبدالله متعه الله بالصحة والعافية أعطى وزارة التربية والتعليم ميزانيات مالية لا حدود لها وعززها بمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم بميزانية إضافية لكن الوزارة غرقت بقضايا وموضوعات جانبية على حساب حماية النواة وتشكل الرأي والفرز الإعلامي مما انعكس سلباً على بعض السلوكيات.