هي رائحة الوطن...
تلك التي تنبعث في تلافيف جوفك حين تجلس على مقعد مغادرة
فتتبدل كل الروائح في حاستك إلا هي..
تتسلل بقوة
تنبض بشراهة
لا تغيب أبداً
تستلهم فيك فرحة خفية
وومضة مشاغبة
ونداء تذكير
«أنا هنا»..
في سحنتك وهي تتلفع بلون ترابي
في لسانك وهو يلهج بكلامي
في عينيك وهما بتفاصيل مواقعي
أنا هنا في كتيب صغير يحملك لكل مدخل ومخرج
يقترن في عرس انتماء بي
رائحة الوطن لا تغادرك حيث تذهب
مسؤوليتك أمام وفائك
قيمتك بخلقك
نبضك بحياتك
مع أبخرة القهوة تأتي..
مع شواء اللحم تقبل
مع لحظة عطش تروي
في موقف تباهٍ تنتصب
تشد ظهرك
تمد عضدك
تقول: أنا رائحة آتيك في غيابك عني
أحضر بين كل خطوة في مساراتك
أدفئك في البرد
وأبردك في الغيظ
وأمدك بنفحات اعتزازك
وتباهي وجودك
الوطن من بوابة الطائرة ذاهبة وغادية
في كل الوجوه هي بصمة وبوصلة
إن غبت عنه يوماً أو ساعة
هو الوطن
معقلك الآمن
وبرجك الجميل
نومك الهادئ
واطمئنانك المكين
هكذا رافقتني لثلاثة أيام رائحة الوطن