عندما انهار سوق المال المحلي الأسبوع الماضي، أرجع محللو هذا السوق السبب إلى عدم استقرار الأوضاع السياسية في البحرين وفي عُمان. أما المحللون غير المنتمين للسوق، فلقد انتابتهم موجة من الضحك الهيستيري، فكيف ينهار سوق بلد مستقر، بسبب الأوضاع السياسية لبلدين غير مستقرين، مؤشرات أسهم سوقهما مرتفعة؟!!
بعد ذلك بيوم، قال وزير المالية إن الوضع الاقتصادي ممتاز. وقال أيضاً: «لقد استغللت الفرصة واشتريت بعض الأسهم من مدخراتي الشخصية». بعد ذلك بيوم، عاد مؤشر الأسهم للانخفاض، وكأن الوزير لم يقل شيئاً. وكأنه ليس وزير مالية أصلاً. وهذا دليل على صحة أقوال المحلل الحقيقي، وليس «المحلل أبو قرش»، الذي يجر الناس وراءه بإشاعات ذات مصلحة له ولمن يروج لهم.
إن المحلل الحقيقي، يقول إن سوق مالنا ليس سوقاً، بالمعايير المهنية. إنه حراج، السلطة فيه للهوامير الذين يجيدون الصراخ، وحشد أكبر بضاعة بالقوة العضلية. أما متوسطو القامة والصغار، فلا مجال لهم لكي يعيشوا في هذا الحراج، إلا أن يستظلوا بظل الهوامير، أو بالعيش على الفتات، وبيعه بالقطَّاعي. إنه سوق لا معايير مهنية وأخلاقية له. إنه سوق القيل والقال. إنه سوق «من سبق لبق»، و»وجه تعرفه» و»ابعد عن الشر وغنِي له»، وغيرها من الأمثال الشعبية. إنه سوق شعبي لبيع المروايس والكمنجات والقلابة والمقادم والمساويك والنعناع والفيمتو والطراطيع والطوابع وسروايل السنة. هذا هو سوق مالنا، الذي يفرح بعض اقتصاديينا فيه.