ملعب الملك فهد الدولي في الرياض الذي شهد مباراة النصر والهلال في تصفيات كأس ولي العهد والذي يستوعب أكثر من سبعين ألف مشاهد.. هذا الملعب شهد سابقة لم تحدث في ملاعب كرة القدم حيث التعصب الرياضي والحماس لتشجيع الفريق المفضل ليتقدم على سواه، إلا أننا شهدنا مساء يوم الخميس ملحمة وطنية كبرى لم تكن لتحصل في مكان آخر غير الأرض السعودية، ولا يمكن أن تتكرر مثلما لم يسبق أن شهدنا مثلها.
قرابة سبعين ألف مواطن انصهروا في بوتقة واحدة في مبايعة الملك قائد الأمة، رائد الإصلاح عبدالله بن عبدالعزيز.
مبايعة متجددة كشفت عن المعدن الحقيقي للشعب السعودي وأصالته كحقيقة لم تستطع كل محاولات التزييف أن تشوه صورته التي أكدتها لوحة التلاحم والحب الصادق في ملعب الملك فهد.
رغم أن المباريات الجماهيرية والتنافسية بين ناديين هما أكبر أندية المملكة، وأكثرهما تنافساً، وجمهورهما الأكثر حماساً في تأييد لاعبيهما، وأن المباراة التي شهدها ملعب الملك فهد مباراة مصيرية، إلا أن كل ذلك ذاب، وكل من حضر نحى جانباً التعصب والحماس، واتجهت قلوب الجميع لنصرة الوطن وقائده وملكه.
منظر جميل أن يهبط لاعبو الفريقين وعلى صدورهم صورة القائد، اختفت شعارات الأندية وغيبت الألوان، ولم يكن حاضراً سوى عبدالله بن عبدالعزيز على القلوب، واللون الأخضر علم المملكة يوشح أجساد اللاعبين.
لوحة وطنية تجعل كل مواطن يفخر بأنه ينتمي إلى وطن هؤلاء هم شبابه.
لوحة مثلت رداً على كل محاولات التشويه وأسقطت كل ما يقوم به شياطين الفتنة.
الشباب الذين احتشدوا مساء الخميس في ملعب الملك فهد جسدوا الملحمة الخالدة للسعوديين، وأكدوا أن بلادنا ومواطنينا حالة متفردة من الولاء والصدق والإخلاص.