كان الناس بهذا البلد على دراية بما كان يتمناه أولئك البغاة ودعاة السوء مما صاروا يروجونه على أمل دخول هذا البلد في متاهات الفوضى والضلال.. وكان المواطنون يسخرون من تلك الترهات ويتندرون بها إلى أن جاء يوم الجمعة 6-4-1432هـ والذي كان أولئك البائسين والذين كانوا يأملون أن يروا فيه ما كانت تتطلع إلى حدوثه أنفسهم المريضة.. وقد أتى بخلاف ما كانوا يتوقعون.. مما أصابهم بالويل والثبور والخسران المبين.
ذلك اليوم تميز كما كل يوم جمعة بجزيل الدعاء الصادق داخل الجوامع وخارجها لولاة الأمر بأن يحفظهم الله ويحفظ البلاد بهم فهم صمام الأمان ضد الويلات والشرور مع إزجاء الشكر لهم على ما قدموه ولا زالوا يقدمونه من جلائل الأعمال خدمة لبلدهم ومواطنيهم مما أوصل هذا الوطن والمواطنين إلى ما هم عليه من أعلى حالات التقدم والرقي والسعادة والرفاهة والأمن والأمان.
رجال العطاءات السخية والمواقف المشرفة والتي جعلت هذا البلد يأخذ المكان والمكانة اللائقين به بين الأمم وللحاقدين المزيد من العار والخذلان المبين.
عند خروج المصلين من جامع العليا بالرياض يوم الجمعة المشار إلى تاريخه بعاليه التفت أحد الشباب السعوديين فيمن حوله متسائلاً أين المظاهرة.. وكأنه يريد أن يقول لمن حوله لا شيء من هذا على الإطلاق.. وليرد عليه أحد الإخوة السودانيين وهو أستاذ جامعي قائلاً: الشعوب تتظاهر لكي تطالب بالوصول إلى ما وصلتم إليه في المملكة العربية السعودية المغمورة باليمن والسعادة، ويرد الشاب الحمد لله الحمد لله ونحن نقول الحمد لله والشكر له على ما نحن فيه من حسن الحال ومن نعم الأمن والأمان.
عبد الرحمن الشلفان
a-n-alshlfan@hotmail.com