إن من أجل نعم الله «تبارك وتعالى» على عباده المؤمنين بعد نعمة الإسلام نعمة الأمن والطمأنينة في الأوطان، نعمة امتن الله بها على عباده وذكرهم بها وبين لهم في كتابه الكريم آثارها وفضلها قال تعالى {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} ولا شك أننا في هذه البلاد المباركة نعيش حالة فريدة من الأمن والأمان ورغد العيش، أمنُ شامل منتظم في العقول والأفكار والثقافات والثوابت والمعتقدات، وأمن في الاقتصاد، وأعظم شيء يحفظ به هذا الأمن هو الإيمان بالله والأخذ بشريعته، فإن من حقق الإيمان والتوحيد تحقق له الأمن في الدنيا والآخرة، ففي ظل الأمن تعمر المساجد وتقام الصلوات وتحفظ الأموال والأعراض وتأمن السبل، فالكل له دوره وإسهاماته في حفظ هذا الأمن وذلك بالمحافظة على روح الجماعة والأخوة الإيمانية والولاء المطلق لولي الأمر، فنحن «ولله الحمد والمنة» في نعمة عظيمة أثارت حسد الحاسدين واستفزت قلق المرجفين وقوة تماسكنا مع ولاة أمرنا أزعجت نفوس الطامعين والحاقدين حيث عمدت أصابع خفية إلى تحريك أفكار هدامة ودعم مشاريع تقنية تثير التفرق والانقسام وتبعث على الفوضى والانحلال وذلك بالحث على المظاهرات والتجمهرات التي يقصد فيها الخروج على ولي الأمر وإشاعة الخوف في بلاد الحرمين الشريفين وسلوك مسلك العنف والإرهاب، والتعدي على الأعراض والممتلكات، ولا شك أن مثل هذا العمل فساد في الأرض وشر مستطير ومنهج وفكر يضاد نصوص الشريعة. فقد بين أهل العلم أن ذلك العمل من المنكرات العظيمة التي تهدم الدين وتفضي إلى إشاعة الخوف والفساد والفرقة والقتل، ومن أجل هذا فإنه يجب على المسلم الغيور على دينه ووطنه ومجتمعه وهو يرى الفتن والاضطرابات من حوله أن يستشعر المسؤولية ويحفظ الأمانة ويعي مسؤولية الكلمة ويقوم بما أوجب الله عليه من الدفاع عن الدين والوطن، ويحذر أن يكون ضداً أو معول هدم لدينه ووطنه.
والواجب علينا جميعاً الالتفاف حول ولاة أمرنا والوقوف صفا ًواحدً أمام دعاة الفساد والضلال. ونحن مدعوون إلى التكاتف والتعاون مع رجال الأمن كل حسب القدرة والاستطاعة، فالجرأة على الدماء والفساد والفوضى إنما هي جرأة على محارم الله واعتداء على حدوده وتلاعب بشريعته، وخروج على ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة. وهذا بلا شك جرمٌ عظيم وخطرٌ جسيم. فعلينا جميعاً أن نعي واجبنا وندرك مصالحنا ونقوم بما كلفنا به من بيان الحق والتحذير من مزالق الغي والضلال فبلادنا ولله الحمد غنية بعلمائها ودعاتها وليست بحاجة إلى احتضان أفكار مستوردة وترويج شائعات مغرضة، فقد قامت بلادنا على أساس راسخ من الدين الحق والمعتقد الصحيح، ولا شك أننا مستهدفون في أمننا وبلادنا فعلينا أن ننتبه وندرك ونعي ماذا يراد بنا ومنا.
أسأل الله سبحانه أن يكشف الغمة وينصر الأمة ويحفظ إسلامنا وأمننا وبلادنا وقادتنا إنه سميع مجيب.
سليمان بن علي الضالع - المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم