جازان - سجى علاقي:
حرصاً على بناء جيل متطلع وواعد يواكب التطور الذي تشهده المملكة بنَت جامعة جازان قاعدة قوية للتعليم التطبيقي المتمثل في إنشاء المعامل والورش المجهزة بأعلى المواصفات العالمية لتكون أداة فعالة لتحقيق أعلى درجات التوافق بين الجانب العلمي والتطبيقي في التخصصات الهندسية والعلمية المختلفة وبين الوظائف المتاحة من أجل التطوير والبناء والمشاركة في خطط الاعمار والتنمية في المملكة العربية السعودية، حيث شكلت الجامعة فريقا علميا لمتابعة استكمال منظومتها التعليمية بإنشاء عدد من المعامل المتطورة والمتمثلة في إنشاء أكثر من 34 معملا في كلية الهندسة و17 معملا للحاسب الآلي وفي وقت وجيز جدا.
كلية الهندسة تواكب والتقنيات الحديثة
وتعد كلية الهندسة بجامعة جازان حجر الزاوية للتعليم الهندسي والتقني في المنطقة، وهي إحدى الكليات التطبيقية التي تقترن الدراسة فيها بالنواحي العملية والمعملية والتكنولوجية، فكان لازما أن تواكب الدراسة في الكلية استخدام التقنيات ولا سيما الحديثة منها في المجالات المختلفة وخاصة في مجالات الصناعة والطاقة والتشييد والبناء.
ولم يكن اهتمام كلية الهندسة بجامعة جازان منصبا على مرحلة وقتية معينة بل ظل متواصلا على طيلة السنوات الأربع الماضية ليتمخض عن هذا العمل الجبار إنشاء أكثر من 34 معملا وورشة عمل، بدأت مع العام الدراسي عام 26- 1427 هـ، حتى العام الدراسي 29-1430 هـ، لتكمل الكلية بجهود متواصلة وحثيثة منظومة منشأتها التعليمية في وقت قياسي.
ونظرا لما تمثله المعامل والورش من ركن أساسي في العملية التعليمية فقد أعدت الكلية أكثر من 7 ورش: للنجارة، والكهرباء، والسمكرة والبرادة، وورشة اللحام والحدادة، بالإضافة إلى ورشة السيارات، وورشة التشغيل التقليدى والتشغيل غير التقليدي، وتدعم هذه الورش التعليمية لمواد ومقررات هندسة الإنتاج مثل أساسيات الورش، وعمليات تشكيل المعادن، والتعريف بأساسيات الهندسة الكهربية وهيكلية السيارات، أما ورشة التشغيل غير التقليدى فتحتوى على بعض نظم التصنيع باستخدام الحاسب والمعدات الرقمية. ولم تتوقف الكلية عند هذا الحد بل قامت بإنشاء 27 معملا، تمثلت في معامل علم المواد واختبارها وانتقال الحرارة، وتشمل الماكينات والمعدات اللازمة لاختبار الخواص الميكانيكية للمواد، بالإضافة إلى معامل تصميم الآلات والقياسات الميكانيكية والكهربية، وتشمل هذه المعامل أجهزة ووسائل تساعد بتدريس الإستاتيكا والديناميكا والتي بدورها تساعد الطالب على تفهم المادة العلمية في مقررات نظرية الآلات وتفهم التطبيقات اللازمة في مقررات التصميم الميكانيكى، كما تخدم المقررات المتقدمة في علم الميكاترونيك.
كما اهتمت الكلية بمعامل التبريد والتكييف والبخار والهندسة الكيميائية ومعمل الاستخلاص والتقطير والكهرومغناطيسية بالإضافة إلى معمل الإلكترونيات الرقمية والعددية، وهذه المعامل تساعد الطالب على تفهم المادة العلمية في مقررات نظرية الآلات وتفهم التطبيقات اللازمة في مقررات التصميم الميكانيكي، وتدريب الطالب على التجارب المعملية وتحليلها.
إعداد مهندسي المستقبل
وفي الحديث عن هذه المعامل والورش والتجهيزات في الكلية لتخريج كوكبة من المهندسين المدربين علميا وعملياً أوضح عميد كلية الهندسة الدكتور محمد المغربي: أن إنشاء المعامل والورش، تدرج بشكل يواكب العملية التعليمية لطلاب الكلية في مختلف أقسامها الخمسة، ففي عام 26 - 1427 هـ أنشئ 15 % من المعامل والورش، ثم 12 % في العام التالي وإلى 33 % في عام 28 - 1429 هـ، لتكتمل المنظومة حتى وصلت إلى 100 % عام 29 - 1430 هـ، وأضاف المغربي « لقد تم توفير كل المعامل والورش التي تناسب طالب كلية الهندسة حتى التخرج، وقد وفرت الجامعة كل ما طالبت به هيئة التدريس من معامل، كما أن هذه المعامل بعد اكتمالها، سيتم تحديثها سنويا بكل المستجدات «. ويذكر أن هذه المعامل يستخدمها الآن أكثر من 2500 طالب في تخصصات الهندسة الميكانيكية والكهربائية والمعمارية والمدنية والكيمائية.
وعلى الجانب الآخر في الكليات فقد قامت كلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات بالجامعة بإنشاء 17 معملا، سواء بالكلية أو الكليات الأخرى، منها ثلاثة معامل متخصصة بالكلية، وهي معمل نظم التشغيل، ومعمل قواعد البيانات، ومعمل شبكات الحاسب الآلي، وهي معامل ذات نفع عام، بالإضافة إلى معملين لخدمة الأساتذة والطلاب بالكلية، كما أنشأت 11 معملا للحاسب الآلي في الكليات الأخرى، منها خمسة معامل بكلية المجتمع بأبي عريش (بنات)، وثلاثة بكلية المعلمين، ومعملان بعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالإضافة إلى معمل للمكفوفين بكلية المعلمين، وتشمل خطة العام الحالي إنشاء وتجهيز 10 معامل، منها خمسة بكلية (البنين) وخمسة بكلية (البنات)، كذلك يشرف فريق الصيانة بالإدارة على صيانة ومتابعة 25 معملا بالكليات الأخرى.