تلقيت دعوة كريمة لحضور مؤتمر العمل البلدي الخليجي السادس الذي نظمته وزارة الشؤون البلدية والقروية واحتضنته قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال بالرياض «12 - 15-3-2011م» تحت عنوان: «آفاق جديدة للعمل البلدي الخليجي المشترك» برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وبتنظيم وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزيرها النشيط صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز، وبحضور ومشاركة عدد من الوزراء الخليجيين المعنيين بالشؤون البلدية وأمناء المدن السعودية ورؤساء البلديات، ونخبة من الخبراء والباحثين والمختصين من داخل المملكة وخارجها.
والمؤتمر من خلال رؤيتي الخاصة ينسجم مع الأهداف التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي، الرامية إلى تحقيق الترابط والتكامل بين دوله في جميع المجالات، كما أنه يأتي في الوقت الذي يشهد القطاع البلدي اهتمامًا بالغًا من قادة دول المجلس، مما أثمر العديد من الإنجازات التي كان لها عظيم الأثر في دعم عجلة التنمية وتوحيد الجهود والتوجهات لتحقيق الأهداف المشتركة لهذا المجلس، كما أنه يجيء في إطار جهود دعم عجلة التنمية المستدامة في هذه الدول وتكوين كتلة إقليمية ذات أبعاد عالمية.
وقبل أن استعرض جانبًا من خواطري حول هذا المؤتمر أتقدم بالتهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على محبة الشعب لقيادته الحكيمة وتلاحمه معها، داعيًا الله تعالى أن يلبسه ثوب العافية والصحة.
الخاطرة الأولى أن الكلمة التي ألقاها سمو النائب الثاني كانت تعكس بساطة وشفافية وعفوية سموه، كما كانت صادرة من القلب لتلامس قلوب الحضور بشكل مباشر، وتحدث فيها عن الأثر المطلوب، فجاء التجاوب الكبير من المشاركين الذين أعربوا عن وقوفهم صفًا واحدًا خلف القيادة الحكيمة، واضعين أي مهاترات أو شعارات حمقاء وراء ظهورهم، ومجددين الولاء لولاة الأمر الذين يقودون البلاد نحو المزيد من الرفاهية والتقدم والمستقبل الزاهر للأجيال المقبلة.
وأما الخاطرة التالية فهي متعلقة بهذا الشعب الكريم الوفي المتخلق بأخلاق الإسلام وبما أمره الله به، وبما علمه نبيه عليه السلام، هذا الشعب الذي برهن على تمسكه بأخلاقيات دينه ومبادئ عقيدته، والذي فوّت الفرصة على دعاة الفتن والانقسام، وجدد ثقته بقيادته التي لا تألو جهدًا في نقله إلى آفاق الخير والسعادة بكل ما أوتيت من قوة، فتحية إلى هذا الشعب السعودي الكريم وتحية إلى جميع الشرفاء الذين يضعون مصلحة المجتمع فوق أية مصلحة فردية أو خاصة.
الخاطرة الثالثة هي أن القاعة التي استضافت هذا المحفل العربي هي قاعة تحمل اسمًا عزيزًا وغاليًا على قلوب أبناء المملكة والعالمين العربي والإسلامي، إنها قاعة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز أحد الشخصيات التي أثرت بقوة في المشهد العربي والمشهد الإسلامي وعلى المستوى الدولي، لقد كان - رحمه الله - نموذجًا جليًا للحكمة والرصانة والحنكة السياسية والدبلوماسية العربية والإسلامية، ولا غريب أن يأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت تنطلق فيه جائزة الملك فيصل العالمية التي تعد من العلامات العلمية المضيئة داخليًا وخارجيًا، بما تقدمه من دعم حقيقي للمشهد العلمي بجميع جوانبه، وهنا أتوجه بالشكر الوافر لأبناء الملك الراحل - وعلى رأسهم سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة - الذين يحرصون على بسط ودعم هذه الجائزة التي تكشف في أحد جوانبها الدور المهم للمملكة على الصعيد العلمي والثقافي.
ثم الخاطرة الرابعة وهي الدور الملموس الذي تلعبه وزارة الشؤون البلدية والقروية في الارتقاء بالعمل الخدمي في المملكة الذي أصبح محل تقدير الكثيرين الذين يرغبون في المزيد من القوانين المرنة التي تدفع بالقطاع البلدي ليكون كياناً خدمياً أكثر قوة وتماسكًًا ولتصبح إنجازاته مؤشراً بالغ الدلالة على صلابة الإرادة وقوة العزيمة والتصميم وصولاً إلى التكامل المنشود في جميع المجالات الخدمية، لقد كان المؤتمر نموذجًا في التنظيم الرائع والإدارة المتميزة والاحتفاء منقطع النظير بالضيوف والمشاركين، وهنا نشيد بدور الوزارة وتوجيهات سمو أميرها الذي بشهادة الكثيرين يحدث نقلة بارزة في عمل الوزارة وتيسير خدماتها للمتعاملين معها.
بقيت كلمة أخيرة وهي أن العمل البلدي في دول المجلس يعد محور التنمية وأساس التطوير والتحديث للمدن وهو الركيزة الأساسية في قيام التجمعات الحضرية، ومن ثم آمل أن تكون توصيات هذا المؤتمر موضع دراسة من الجهات المعنية حتى تستفيد من خبرات المشاركين وتسخرها لخدمة تطلعات شعوب المنطقة.
رئيس مجموعة الحكير للسياحة والتنمية