لسنا ساذجين حتى نبتلع الطعم الذي رمت به إيران في البحرين، فهذه الدولة الثورية الساعية نحو التمدد والتي تحلم بموطئ قدم على الضفة الأخرى للخليج (العربي) بحيث تكون في الجزيرة العربية لكي تتواصل وتُكمل تشييع المنطقة على الطريقة «الصفوية» التي ستدمر أول من تدمر أتباع المذهب الشيعي. إن أتباع إيران في منطقتنا يعملون بذكاء ودهاء وخبث في غاية العمق، لكننا منتبهون لمؤامراتهم ودسائسهم ومكائدهم. ما يجب أن نسعى إليه الآن هو تحذير أتباع المذهب الشيعي من هذا المد الصفوي المجرم الذي لا يُبالي بحياة سني ولا شيعي. فلو كانت حياة الشيعة تهمهم لما أزهقوا حياة المعارضين في إيران! لا بد أن نكون في غاية الحذر، فلو كنا ساذجين بالدرجة الكافية لقلنا أن مطالب الشيعة هي مطالب السنة في البحرين فهناك مطالب شعبية تدور حول قضايا اقتصادية مثلها في البحرين مثل كل دول المنطقة العربية، لكن الأمر بطبيعة الحال ليس كذلك، إن الصوت الأقوى في تلك المظاهرات التي بدأت من دوار اللؤلؤ هو الصوت الصفوي المنبعث من إيران، ذلك الصوت البغيض بعمامته السوداء التي جاءت لتبتلع البحرين ونحن ننظر. نعم هناك إصلاحيون لديهم مطالب سياسية لا علاقة لها بإيران، لكن السياسة عالم قذر وهؤلاء القلة تم ابتلاعهم دون أن يشعروا حين غاب عنهم الوعي المطلوب بخطورة الموقف، لقد تم ابتلاع كل الخطوط الفكرية والسياسية في البحرين بل وقد تم التغرير ببعض السنة هناك لكي يصدقوا أن عملاء إيران في المنطقة يهمهم أمر الديمقراطية في شيء.
إن الواجب على كل إنسان وطني هو أن يؤجل مطالبه مهما كانت حتى تنقشع عنا غمامة العمائم السوداء والقلوب السوداء، وكل إنسان بحريني (شيعي أو سني) عاقل يحب وطنه فعلا يعلم أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعقليته المنفتحة وتسامحه الذي ليس له حدود هو أفضل من أولئك العابثين القادمين من إيران، جماجم أبنائهم في إيران تسيل دماً من جراء ضرب العسكر للمتظاهرين في طهران، ومع هذا يملكون البجاحة الكافية لكي يأتوا إلى مملكة هذا الملك المتسامح حمد بن عيسى ليحاولوا أن يعيثوا فيها الفساد ولكي يشعلوا نار الفتنة ويرفعوا راية الطائفية. لو كان الإيرانيون فعلا ديمقراطيين وصادقين لما زوروا انتخاباتهم الماضية، ولأنصتوا لصوت الشارع الإيراني الذي سئم منهم ومن مشروعهم الفاشل الذي لم يجلب لإيران الجميلة إلا كراهية وحذر العالم كله منهم وفساد علاقة الجوار مع العالم الإسلامي كله.
وهاهي إيران تُكشر عن أنيابها مهددة المملكة العربية السعودية بسبب دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين، وكأنها لا تعرف أي شيء عن العلاقات الدولية ومعنى المعاهدات والتحالفات السياسية، فدول الخليج العربي مرتبطة بمعاهدة اسمها (معاهدة الدفاع المشترك) وتشير المادة الثانية من اتفاقية الدفاع المشترك للمجلس إلى تكافل أعضائه وتقول: «إن أي خطر يتهدد إحدى الدول إنما يهددها جميعها». فدخول قوات درع الجزيرة للبحرين هو دخول شرعي وقانوني ولا مدخل لإيران ولا غيرها ولا حجة لهم في هذا الشأن، أما تهديدها للمملكة، فالمملكة فيها أسود الشرى وصقور الجزيرة لا يهمهم تهديد إيران ولا من كانوا أقوى من ملالي إيران.
www.salmogren.net