ما يحصل في مملكة البحرين، وما حصل في اليمن وبالذات من قبل الحوثيين، وما سيحصل في مناطق عربية أخرى يكشف خطورة وجود خلايا نائمة للنظام الصفوي في إيران.
في وثيقة «خارطة الطريق» -التي وضعتها دوائر المخابرات الإيرانية- حرص وتأكيد على التوسع في إنشاء هذه الخلايا ومدّها بالمال والسلاح والتواصل معها بحذر حتى لا تُكشف، وإيقاظها في الوقت المناسب عندما يُطلب منها، مثلما يجري الآن في مملكة البحرين، حيث ظهرت عناصر الخلايا النائمة التي أظهرت قدرة هائلة في تنفيذ مخططات نظام طهران بالدقة التي يريدونها والتركيز على الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، وهي استمرار الاضطرابات، وخلق أجواء عدائية ضد قوات الأمن من خلال استفزازاها لصنع رأي عام عربي وعالمي مضاد للدولة المستهدفة.
وقد أوصت وثيقة «خارطة الطريق» باستفادة واستثمار واستخدام «أوراق قوتنا» -على حد تعبيرهم- بحكمة وتأنٍّ، وفي مقدمة هذه القوة وجود عدد كبير من الإيرانيين في دول الخليج العربية وخاصة في الإمارات والبحرين والكويت وقطر، وعلى الرغم من أن بعضاً من هؤلاء يحملون وثائق وطنية لتلك البلدان، إلا أنهم في الأصل وفي النهاية وفي الولاء إيرانيون، وكثير منهم ملتزمون بخط «ولاية الفقيه».
ومن الوصايا أيضاً أنه يجب استثمار وتوظيف أبناء الطائفة واستمرار إغرائهم بالتوجه إلى إيران للدراسة سواء في «الحوزات» أو في الجامعات الإيرانية، مع مد جسور التواصل معهم وتغذيتهم بأفكار عدائية ضد الحكام في دول الخليج وإيغال الحقد ضدهم بالضرب على وتر الطائفية.
أبناء الطائفة وعلى الرغم من أن أغلبهم -إن لم يكونوا جميعاً- متشبثين بانتماءاتهم وروابطهم الوطنية، إلا أنه لا يعدم وجود متعصبين ومتشددين للطائفة يمكن استقطابهم وإعدادهم -كما ذكرت الوثيقة- للوقت الذي يراد فيه تحريكهم لتنفيذ الخطط الموضوعة لإشعال الأوضاع في الخليج.
وتستمر الوثيقة في التخطيط فتذكر أنه يجب ألا يقتصر ضم أبناء الطائفة ممن ينحدرون من أصول إيرانية فقط، بل يجب أيضاً عدم إغفال أبناء الطائفة العرب والمتشبثين بوطنيتهم وذلك ب»الطرق المستمر»؛ فلا بد وأن يثمر عن استجابة البعض، وأيضاً عدم إغفال أبناء الطائفة من الجاليات العربية الذين يعملون في دول الخليج، ولقد أثبتت التجارب كيف تم الاستفادة من بعضهم في تنفيذ عمليات في الكويت، والآن في البحرين وقبل ذلك المملكة والعراق والإمارات.