|
فيينا-طوكيو- سنداي- وكالات
أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الأربعاء ان الوقت ليس مناسبا للقول ان تطورات الوضع في المفاعل النووي الياباني المعطوب تصاعدت «خارج نطاق السيطرة».
وكان مسؤول الطاقة في الاتحاد الأوروبي قد قال في وقت سابق أمس إن السلطات اليابانية بدا أنها فقدت السيطرة على الموقف. وقال يوكيا أمانو في مؤتمر صحفي عند سؤاله بشأن تصريحات جوينتر أوتينجر «ليس الوقت مناسبا للقول إن الأمور خارج السيطرة.. القائمون على الموقف يبذلون قصارى جهدهم لإعادة السلامة إلى المفاعل.»
وقال امانو أمس الأربعاء ان التطورات في المفاعل النووي المعطوب في اليابان «بالغة الخطورة» وانه يستعد للتوجه اليوم إلى اليابان لتقييم الوضع في زيارة يوم واحد.
وفي السياق ذاته استمر الوضع حرجا صباح أمس الأربعاء في محطة فوكوشيما حيث كانت السلطات اليابانية تكافح لتفادي كارثة نووية كبرى، وهو سيناريو يتحضر له عدد كبير من الدول الأجنبية. ووقعت هزة أرضية بقوة 6 درجات ظهر أمس الأربعاء في شرق طوكيو وقد اهتزت الأبنية طويلا. ويقع مركز الهزة قبالة منطقة شيبا، شرق العاصمة، حسب ما أعلنت وكالة رصد الزلازل اليابانية. وأوضحت ان عمقها هو فقط 10 كلم. ولم يعلن أي إنذار بحصول مد بحري. وبعد خمسة أيام على أقوى زلزال يتم تسجيله في تاريخ اليابان، توالت سلسلة الحوادث المقلقة داخل المحطة الواقعة شمال شرق البلاد على بعد 250 كلم من طوكيو. وبعد اندلاع حرائق جديدة في المفاعلين الثالث والرابع، سجل مستوى النشاط الإشعاعي الذي تم رصده عند دخل محطة فوكوشيما ارتفاعا قويا قرابة الساعة 01،00 ت غ قبل أن ينخفض بعدها، بحسب المتحدث باسم الحكومة يوكيو ايدانو. وأوضح المتحدث أن النشاط الإشعاعي في هذه النقطة بلغ «مستوى يقارب 1 ميليسيفرت». وقال ان «مستوى النشاط الإشعاعي يتغير بسرعة بين ساعة وأخرى مسجلا معدلات لا تزال تشكل خطرا على الصحة». ولذلك قررت الحكومة عمل على تدبير مؤقت وهو إخلاء أعضاء طاقم المحطة الوجودين في الموقع الذين أشاد الإعلام الياباني بشجاعتهم. وكان الجزء الأكبر من الموظفين البالغ عددهم 800 قد تم إخلاؤهم من الموقع بأمر من السلطات. وأعلن المتحدث الحكومي أيضاً للصحافيين أن حجرة الاحتواء في المفاعل الثالث قد تكون تضررت.
وأفادت القناة الحكومية اليابانية أن النشاط الإشعاعي القوي فوق محطة فوكوشيما النووية منع مروحية من الاقتراب من المفاعل الرابع لرش المياه بهدف تبريد الوقود النووي الذي يهدد بالدخول في مرحلة انصهار. وأشار مسؤول في وزارة الدفاع إلى أن الأمر بإرسال المروحية بشكل عاجل. وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة يوميوري شيمبون بأن مروحيات أخرى مستعدة للمشاركة في العمليات في المحطة التي تعرضت مفاعلاتها لسلسلة حوادث. وكانت الرياح مواتية من خلال دفعها انبعاثات المواد المشعة من المحطة نحو المحيط الهادئ، ومن المتوقع استمرار هذه الحالة حتى الخميس على أقل تقدير بحسب الأرصاد الجوية. وحركة الرياح موضع مراقبة دقيقة أيضاً من جيران اليابان في الصين وروسيا وصولا إلى كاليفورنيا وراء المحيط الهادئ. وفي الصين، تم توجيه رسائل تحذير عبر الإنترنت والهواتف المحمولة من كوارث داهمة إلا أن السلطات أكدت أن أي مستوى غير طبيعي للنشاط إشعاعي لم يرصد في البلاد. ويمكن استشعار الخوف حتى أوروبا الغربية مع أنها تبعد نحو 10 آلاف كلم. وأشار صيادلة في ألمانيا وفرنسا إلى ارتفاع في شراء كريات اليود المستخدمة لوقف تراكم اليود الإشعاعي في الجسم. وفي هذه البلدان، يبدي بعض المسؤولين السياسيين تشاؤما يفوق بكثير ذلك الذي تظهره السلطات اليابانية. وقد تحدثث المفوض الأوروبي للطاقة غوتنر غيتينغر عما يشبه «نهاية العالم» في فوكوشيما حيث «كل شيء عمليا» بات «خارج السيطرة». وأعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز تعليق برنامج إنشاء محطة نووية في بلاده. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن «قلقه العميق» على اليابانيين. وقال «ثمة خطر في أن تؤثر الإشعاعات على المحيط المباشر للمحطات النووية وان تخيم فوق مناطق أخرى غير اليابان». واعتبرت هيئة الرقابة النووية الأمريكية أن السلطات اليابانية اتخذت «القرارات الملائمة» منذ اندلاع الأزمة.
من جهته أعلن متحدث باسم الحكومة اليابانية أن طوكيو «مستعدة» لطلب مساعدة الجيش الأمريكي من أجل تجنب وقوع كارثة نووية في محطة فوكوشيما. وقال «التعاون العسكري الأمريكي يمكن أن يكون مفيدا» في معالجة الوضع في محطة فوكوشيما حيث تتوالى الحوادث النووية الخطيرة منذ ضرب البلاد زلزال مدمر أعقبه تسونامي هائل. وبسبب حدة الأزمة النووية تراجع إلى الصف الثاني للاهتمامات الوضع الفائق الصعوبة الذي يعيشه نحو 500 ألف منكوب لجأوا إلى 2600 مدرسة أو صالة بلدية. ويحاول 80 ألف جندي وشرطي ياباني يساندهم عدد كبير من المسعفين الأجانب تزويد المنكوبين بمياه الشفة والأغذية والأغطية، كما يحاولون إعادة العمل بشكل طبيعي في البنى التحتية بأسرع وقت. وارتفعت الحصيلة الرسمية لعدد القتلى الذين خلفهم الزلزال المدمر، إلى 4164 قتيلا، حسبما أعلنت محطة «إن إتش كيه» التليفزيونية اليابانية مساء أمس.