ليسمح لنا - أو إن شاء لا يسمح بل و(يبلط البحر أيضاً) كل من يتمسك بهذه القاعدة الرثة والتي تعني تماماً التأخر، والتأخر كما تعرفون يعني التخلف والتخلف يعني عرقلة عجلة التقدم، والتقدم يعني تقدم الوطن نحو المستقبل، لذا فإن (التأخيرة) من قبل بعض المسؤولين عن تنفيذ أوامر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبالسرعة الممكنة - عفواً - القصوى وخصوصاً هذه الأيام لا تعني (أي التأخيرة) الحصافة أو التدقيق أو التأني أو الدراسة والتي أصبحت وخصوصاً المفردة الأخيرة لا تعني سوى المماطلة والتملص بل والمخادعة للمواطن الذي كان ينتظر مثل هذه الأوامر الكريمة على أحر من الجمر ومن هنا فإن الإسراع بتنفيذ رغبات الملك لا تعني - اليوم الطاعة فحسب ولا كذلك الواجب الإداري أو خدمة المواطن بل تعني (الوطنية) بكل معانيها النبيلة السامية وكفى بعض المسؤولين حذلقة و(طزلقة) وضحك على ذقن المواطن حينما يقولون له تلك العبارة الجوفاء (ما جئنا إلا لخدمتك). لأن خدمة المواطن اليوم أصبحت أكثر من أي يوم مضى خدمة للوطن لتسير عجلة تقدمه إلى الأمام وكل (تأخيرة ليست فيها خيرة) على الإطلاق لا للوطن ولا للمواطن وخصوصاً من كان ينتظر الوظيفة أو إسقاط (بعض الأقساط) أو الفواتير التي أصبحت تثقل كاهله مثل فواتير الكهرباء والمياه والاتصالات وأخيراً (الأخ ساهر) الذي أخذ (يدبل) المخالفات كالدائن المرابي الذي يزيد الربح كلما تأخر المدين عن السداد غير عابئ بظروف ذلك المدين المسكين مع أننا لسنا مع إلغاء (ساهر) كلياً بل مع إلغاء دبلاته (التي تدبل الكبد) والقلب أيضاً.
بقي أن نقول لكل مسؤول وطني أن يضع يده باليد البيضاء لمليكنا المفدى والممدودة دوماً لشعبه الوفي من أجل بذل المزيد من الخير والرفاه وتوقيع المزيد والمزيد من القرارات التي تصب لصالح المواطن والوطن ولكي نتقدم جميعاً للأمام.