|
دور القيادة ودور المواطن
حملت قرارات سيدي خادم الحرمين الشريفين الأخيرة دلالات معبرة عن حرصه حفظه الله على استمرار التنمية المتوازنة مع مراعاة شرائح المجتمع الأقل دخلاً. فمع فتح المجال أمام المبدعين والمجتهدين أياً كانت طبقتهم الاجتماعية وأياً كانت حالتهم المادية وإعطائهم الفرص المتساوية لخدمة وطنهم ونفع أنفسهم، فهو دائماً حفظه الله لا ينسى الأقل حظاً من الدنيا فيعطيهم ما يحفظ كرامتهم ويؤصل جانب التلاحم الاجتماعي المنبثق من الخلق الإسلامي النبيل.
فهموم المليك في تنمية البلاد والنهوض بها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً لكي تصبح إحدى دول العالم الأول، يقابله شعور إنساني اجتماعي نبيل يمسح دمعة الفقراء والمعوزين ويحاول ضمهم إلى دفة المجتمع دون تفرقة.
فمنذ توليه حفظه الله مقاليد الحكم بل قبل ذلك وهو يولي هذا الجانب أشد الاهتمام. ولن أستطيع أن أستعرض كل ما قدمه حفظه الله خلال أقل من ست سنوات للطبقة المحتاجة من المجتمع حتى زادت بفضل الله معايير المحتاج في مجتمعنا مقارنة بدول أخرى. فالفقير في قاموس المملكة له دخل يوازي بل يفوق دخل أرقى الوظائف في بعض الدول العربية.
أما سياسته حفظه الله في تنمية المناطق فهي سياسة غير مسبوقة لا تفضل منطقة على منطقة وليس في قاموسه حفظه الله منطقة هامة ومنطقة من الدرجة الثانية بل كلها أمامه سواء.
وتزامنا مع ذلك فهو الحريص حفظه الله على تحسين صورة المملكة في محافل العالم، وهو الذي بحكمته حول شعور العداء والكراهية للمملكة في وقت من الأوقات، إلى شعور الاحترام، والإعجاب، ومهد حفظه الله إلى أرضية خصبة لقبول تعاليم الإسلام ورسالته العالمية للناس أجمعين بعد أن شوهت هذه الرسالة من قبل بعض أدعيائه.
السؤال الذي يطرح نفسه، كيف تفاعل المجتمع مع هذه الطموحات والمشاريع والإصلاحات؟ لا شك أن دورنا كمواطنين كبير ومسؤولياتنا عظيمة إذ نحن من يترجم هذه الطموحات إلى واقع ونحن فقط جنود التنمية وقادتها.
إن المطلوب منا الكثير فلنترجم وطنيتنا إلى واقع فهذه القيادة الواعية تستحق من يضحي لأجلها ولنعمل بصمت وحكمة فترابنا الطاهر ووطننا يستحق ذلك ولنبث الطمأنينة والسعادة والتكافل فشعبنا يستحق ذلك. ولنقدر إنجازاتنا ومكتسباتنا ولنؤسس عليها طموحاتنا فهي تبدأ بما تنتهي إليه طموحات غيرنا.
رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم