يندر أن يسلم أحد من الحاجة إلى التكيف والتهيئة النفسية في فترات متفاوتة بسبب زحمة مشاغل الحياة وتعقد المشكلات اليومية والصراع الذي يتجدد لدى البعض، ولذا وكما يقول الأطباء النفسيون إن كل إنسان لديه مرض نفسي ولكن هناك من يحتاج إلى علاج نفسي وهناك من يستطيع السيطرة والعودة إلى الاتزان والاستقرار النفسي مباشرة.
تجد أحياناً من يتبوأ منصباً مرموقاً وتستغرب أن لديه معاناة وآلاماً نفسية تظهر عندما يخلو بنفسه أو حتى في عمله وعلى بعض سلوكياته التي لا تتناسب مع موقعه أو في بيته وعند أهله ومع ذلك يغفل أو يتغافل عن أهمية مراجعة الطبيب النفسي.
المرض النفسي صعب التفكيك يتعب من يحاول تفسير أعراضه وتحديد أسبابه ومن ثم علاجه سوى الطبيب الحاذق ومع ذلك قد يذهب الناس طرقاً شتى بسبب الجهل به أو تحاشي الذهاب إلى الطبيب النفسي.
في مجتمعنا تغيب كثير من أسرار هذا العلم بسبب النظرة الاجتماعية والتقليل من أهميته في حين أن من يستمع أو يشاهد برنامجاً مباشراً يتناول الجوانب النفسية يجد تعطشاً ناتجاً عن ملامسته لهموم ومعاناة مغموسة ومخبأة ومكبوتة في جوانب كل شخص.
ثقافة اللجوء إلى الطبيب أو المعالج النفسي ضعيفة جداً لدى الكثيرين ناهيك عن معرفة الفرق بينهما ومتى تكون الحاجة لأحدهما دون الآخر. النظام الجديد معني بإشاعة تلك المفاهيم وتشجيع افتتاح العيادات وأن المرض النفسي ليس هو الحالات الصعبة فقط كالانفصام والوسواس القهري أو الاكتئاب الحاد بل هو ذاك بدرجاته وغيره مما يجهله غير المتخصص وكذلك إصلاح أوضاع المستشفيات وإيلاؤها الاهتمام الذي تستحقه.